مجتمع

الفيتامينات في ظل كورونا


الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد


"كن حذرا وأنت تقرأ كتب الصحة فقد تموت بخطأ مطبعي" مقولة للكاتب مارتن توين تخلص ما يجري خلال الفترة الحالية بظل جائحة كورونا من تهافت ملايين الناس على تناول المكملات الغذائية من فيتامينات وغيرها على اختلاف أنواعها دون وعي وإدراك لما يتناولون، مع ترسيخ صورة غير ثقافية بالازدحام حول الصيدليات وتكديس الأدوية غير الضرورية ودون استشارة مختصين بحجة الحاجة إليها، وهذه الصورة تنم عن الأنانية وعدم تحمل المسؤولية الفردية والجماعية تجاه المصلحة العامة والمجتمع، كما أنها إضاعة للوقت وإلحاق ضرر بالنفس جراء الإفراط بتناولها.


دراسات علمية عديدة أكدت أن الوقاية من الأمراض والأوبئة لا تعتمد على تناول الفيتامينات فقط، فهناك العديد من العوامل التي يمكن أن توفر الحماية للإنسان، مثل الغذاء الصحي، والتعرض لأشعة الشمس والهواء الطلق وممارسة الرياضة، بما يمنح الجسم ما يكفي من الفيتامينات التي يحتاجها، وإذا قام الشخص بتناول فيتامينات ومعادن إضافية ستكون زائدة عن حاجة الجسم وتتسبب في إلحاق الضرر به.


فتناول الفيتامينات دون الرجوع إلى الطبيب يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة، على عكس ما يعتقد كثيرون، لاسيما أن معظم الأشخاص يمكنهم الحصول على احتياجاتهم من الفيتامينات المختلفة من خلال تناول غذاء صحي يتسم بالتنوع بين أنواع الطعام المختلفة، مثل الخضراوات والفاكهة والبروتين والنشويات وغيرها.


كما أشارت الدراسات إلى ضرورة توعية الجمهور بأهمية الاعتماد على المصادر الطبيعية للحصول على الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، وهي متوافرة في أنواع الأطعمة المتاحة، وفي هذه الحالة تكون الفيتامينات صحية أكثر، لأنها خالية من المواد الكيميائية والمركبات المصنعة، فهناك تأثيرات سلبية عديدة لتناول الفيتامينات دون استشارة الطبيب، والتأكد من حاجة الجسم لها، حتى لا تتسبب في مخاطر صحية «فعلى سبيل المثال يعتبر فيتامين (د) مهماً للحفاظ على صحة العظام ونموها بشكل أفضل، إذ يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم بصورة أفضل، لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وتكوّن حصى الكلى وتلفها، وكذلك تصلب الشرايين".


"الصحة هي توازن كل القوى، وانسجامها معاً" فلا بد من الحفاظ على هذا التوازن بالابتعاد عن تناول المكملات الغذائية الكيميائية العشوائية دون الاستشارة الطبية، وتناول المكملات والغذائية الطبيعية بما يتناسب مع حاجة الجسم، مع الالتزام بالقواعد والتعليميات الاحترازية الصحية للتصدي والوقاية من فيروس كورونا، بكل ما فيها من السلوكيات والعادات الصحية السليمة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=73687