مجتمع

بالإرادة القوية تتجاوز المرض!


الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد


"إنّ قوة الفكر قادرة على إحداث المرض والشفاء منه" مقولة للعالم ابن سينا تعكس صورة ما يجري مع بعض الحالات الإنسانية في ظل انتشار فيروس كورونا، فالحالة النفسية للشخص تلعب دوراً كبيراَ في الإصابة بالمرض وتجاوزه بالإرادة القوية والدعم النفسي والابتعاد عن الشائعات والتثقيف بالمعلومات الطبية والالتزام بالإجراءات الصحية.


الإرادة القوية الممزوجة بالرضا بقضاء الله وقدره، هي العامل الأول والأهم في شفاء إنسان وتعثر آخر  أن إرادة الشفاء موجودة داخل كل إنسان، فبعض الناس يصابون بأمراض خطيرة ويشفون منها تماماً، بينما يموت البعض الآخر بسبب الأمراض نفسها ودرجة خطورتها، والفارق بين الصنفين أن أولهما تسلح بالإرادة القوية وتحدي المرض، والثاني استسلم له، فكلما كان الإنسان المريض ضعيفاً أو مستسلماً أو انهزامياً أو مهملاً، كلما تمكن منه المرض وضاعت عليه فرصة العلاج.


أبحاث علمية حديثة بينت أن إرادة الشفاء تغير من كيمياء الجسم وهرموناته، حيث تدفع الجهاز المناعي إلى إنتاج مواد مناعية مهمة لكي تتصدى للمرض وتقضي عليه، كما أن العلاج النفسي أهم من الدوائي كونه يمثل 70% من علاج المريض خاصة أن أعراض فيروس كورونا لا تؤثر بشكل كبير إلا على أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى القلب والناس أصحاب المناعة الضعيفة.


فالمريض يناضل من أجل الشفاء، ويحتاج إلى من يدفعه ويشجعه، فالدعم النفسي يوازن بين الاحتياجات النفسية والطبية للمريض خاصة أن المرض يؤثر في كل أفراد الأسرة وليس فقط في المريض، وسر تجاوز المرضى للمرض هو وقوف عائلاتهم إلى جانبهم، فالدعم النفسي يلعب الدور الكبير في تقبل المرضى للعلاج وتخطي مرحلة الخطر.


تعزيز الحالة النفسية بمنهج وقائي يهدف إلى حماية الافراد وتعزيز الثقة لديهم والقدرة النفسية في التحمل والمواجهة لان الدعم النفسي المبكر هو عامل وقائي يساعد الاشخاص على التكيف بطريقة أفضل مع الظروف ويعزز قدرتهم على التفاعل بشكل أفضل لأن إهمال ردود الفعل الانفعالية قد يخلق ضحايا سلبيين بدلا من ضحايا ناشطين، بالإضافة إلى المساعدة المباشرة للأشخاص من خلال تقديم المعلومات والتثقيف النفسي والصحي في التعامل مع الازمات والكوارث.


واستشهاداً بمقولة الكاتب محمد مستجاب "أخطر ما في المرض ليس الألم، إنما الإنصات الشديد لما يحدث" ينبغي التأكيد على أن متداولي الشائعات أكثر عرضة للخطر، حيث يقعون فريسة الخوف المبالغ فيه، فالإشاعات تؤثر على معنويات المريض وسير علاجه، كما أن العناية بالصحة النفسية لا تقل أهمية فهي جزء لا يتجزأ من الصحة بشكل عام، وأن الهلع والخوف المبالغ فيهما سيؤثران على مناعة الفرد النفسية مستقبلاً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=73505