مجتمع

فيروس "التنمر" يطغى على"كورونا"


الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد


"الناس الذين يحبون أنفسهم، لا يؤذون الآخرين. كلما كرهنا أنفسنا، كلما أردنا أن يعاني الآخرون" مقولة لدان بيرس، توضح المشاعر الإنسانية الفردية التي تنعكس على أبناء المجتمع ككل وتبين أهمية التضامن والتكاتف والترابط الاجتماعي، فمن يتمنى الخير لنفسه ويسعى اليه ينعكس ذلك على ذويه ومحيطه وبالتالي يعم المجتمع بالسلام والصحة.


مظاهر عديدة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل جائحة فيروس كورونا بغرض تشويه الصورة وإحداث الرعب والبلبلة وترسيخ سلوكيات خاطئة تنم عن خلل قيمي بعيد كل البعد عن القيم الإيجابية التي تزخر بها ثقافة بلادنا والتي ترفضها رفض قاطع ومطلق، فالوصم الاجتماعي والأوصاف السيئة والسخرية والانتقاص من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا خصوصاً أثناء ممارستهم أعمالهم لا تعكس قيم مجتمعنا.


التغريدة العابرة من إنسان عابث و التعليق غير المسؤول والتفاعل اللاإنساني نافذة في إحداث مشكلة مجتمعية، في جعل الآخرين يترددون في الذهاب لإجراءات الفحوصات اللازمة والمتعلقة بفيروس كورونا، فقط لتخوفهم من تنمر الآخرين، ومن النظرة السلبية التي توجه لهم لكونهم أصيبوا بالفيروس، في وقت تفرض كل المشاعر الإنسانية، والدوافع الأخلاقية أن يتم الوقوف مع المصابين ودعمهم ورفع معنوياتهم، لمواجهة الظروف.


حملات التوعية والوقاية والحب والدعم أحوج ما نريده ونسعى إليه في الفترة الحالية لحماية المواطنين والتخلص من الوباء، وهذا التنمر الموجه إلى ضحايا جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هو سلوك مشين ينم عن جهل وعدم وعي من يقومون به، وبطبيعة الحال، فإنه قبل ذلك سلوك غير مقبول، كما يؤثر التنمر بشكل سلبي للغاية في التكاتف المجتمعي وتعزيز روح التعاضد الإنساني في مواجهة هذه الجائحة التي تحتاج إلى حشد كل الجهود الممكنة لمواجهتها والتغلب عليها.

 

الوعي هو السلاح الأول في مكافحة الأفكار الشاذَّة التي تعصف بالمجتمعات، فعلى المصاب عدم إخفاء مرضه، والتخلي عن الجهل، ورفع الوعي، وعدم الخوف من رد فعل الناس والتنمر، والالتزام بثقافة الوقاية فيما بعد الانتهاء من الوباء، والواجب هو أن يدعوَ الإنسان لأخيه الإنسان، وأن يتضامن معه، وألا يسخر منه بكلمة أو نظرة أو فعل أو قول يؤذي المصاب ويؤذي أهله"، كما أن التعاون وإعلاء الصالح العام في ذلك الوقت من الواجبات الشرعية والإنسانية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=73312