وجهات نظر

أردوغان وتأجيج الصراعات

د. تركي صقر


الاعلام تايم - تشرين

 

أضحت هواية بل غواية أردوغان المفضلة إشعال الحرائق وتأجيج الصراعات في أي مكان يصل إليه وبدلاً من تصفير المشكلات التي زعم يوماً ما أنها إستراتيجية حكمه وسياسة حزبه ضاعف من تدخلاته وحروبه العدوانية في عموم المنطقة والإقليم واستعدى القريب والبعيد ولم يعد هناك من حدود لأطماعه في أراضي الآخرين وثرواتهم ومواردهم وتمدده شرقاً وغرباً ومن الصعب حساب الكم الهائل من الذين باتوا خصوماً وأعداء لهذا النظام على الساحة الدولية.

 

لقد قاده جنون العظمة إلى تنصيب نفسه قيّماً على إحياء “أمجاد” السلطنة العثمانية التي لفظها العالم منذ قرن من الزمن ولم يعد أحد يتذكر إلا ويلاتها ومآسيها على البلدان والشعوب واليوم بتدخل رئيس النظام التركي وحشر أنفه بالنزاع بين أرمينيا وأذربيجان وانحيازه الفاضح ضد أرمينيا يعيد بعضاً من صفحات تاريخ سلطنته الأسود وجرائم الإبادة التي ارتكبها أجداده بحق الشعب الأرمني.

 

وحماقات أردوغان ورعونته في نبش التاريخ وصفحات الماضي واستفزاز الآخرين فاقت كل التصورات فماذا يعني تحويل آيا صوفيا الآن من متحف إلى مسجد؟ وما هو المبرر لإثارة مشاعر مئات الملايين من الناس وتفجير موجة غضب وسخط عارمة بعد أن كان الوضع مستقراً ولا أحد يذكره منذ عشرات السنين؟ وماذا تعني تصريحات أردوغان “بأحقية” بلاده بكل أرض وصلت إليها سلطنته العثمانية البائدة من ليبيا إلى الصومال مروراً باليمن والعراق وسورية ودول البلقان؟.

 

وعندما لا يأبه لأي اعتراضات شديدة تأتيه من الغرب والشرق وترفض سياساته في ليبيا والمتوسط علناً اليونان وقبرص ومصر وفرنسا والاتحاد الأوروبي كله فهذا يعني أنه ينفذ مخططاً مرسوماً ومدعوماً من قوة عظمى ليست إلا الولايات المتحدة الأمريكية التي أعادت ترتيب أوراقها ووجدت أن النظام التركي بمشروعه “الإخواني” هو المؤهل لاستخدامه في قيادة مشروعها الإرهابي من جديد في المنطقة والإقليم لذلك يجري التنسيق مع إدارة ترامب والكيان الصهيوني على قدم وساق في الخفاء لتنفيذ هذه المهمة وهذا ما جعل أردوغان يتمادى ويعربد على الجميع داخل تركيا وخارجها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=73144