نافذة على الصحافة

في ليبيا.. مغامرة النظام التركي محفوفة بالمخاطر


الاعلام تايم - صحافة

 

ليست مفاجأة أن تكون سياسة صفر مشاكل التي تغنى بها حزب العدالة والتنمية على مدى سنوات هي صفر سلام، طالما أن يد رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان فوق أيادي كل السياسيين في البلاد.


عسكرة النهج تجاه دول الجوار، توسيع رقعة الخلافات السياسية التي تبنى على أخرى عسكرية، نتيجة استفزازات متكررة من قبل الحاكم الذي تدغدغ أحلامه عودة السلطنة، كلها أوراق اعتمدها أردوغان في سبيل حكمه واعتلاء نظامه الضفة المقابلة من النهر، حيث تتعمق ضفاف الخلاف ولا سبيل للعبور إلى التفاهمات الدولية.


لم تكن القضية السورية بكل تجاوزات وجرائم أردوغان السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية فيها وحدها المشكلة، إذ انتشرت عدوانية أردوغان في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى ليبيا.


مجلة فورين بوليسي الأميركية وصفت سياسة أردوغان التوسعية وخاصة في تركيا بالخطة الخالية من الأفق والهدف الاستراتيجي، والمغامرة المحفوفة بالمخاطر، وقالت إن أكثر الميادين التي تجلت فيها تلك السياسة التركية هي ليبيا؛ فمنذ توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق في تشرين الثاني الماضي، المخالفة للقانون الدولي لجهة رسم خطوط تعسفية على خريطة تقسم البحر الأبيض المتوسط، بدأ التدخل التركي يتوسع أكثر في ليبيا، وتساءلت عن الفائدة المرجوة وعن سبب مغامرة أردوغان العسكرية وهو يعاني من مشاكل اقتصادية وتحديات شتى على بعد 1200 ميل من أنقرة.


ثم أجابت بوجود ثلاثة مصالح جيوسياسية وراء استعداد النظام التركي للغوص في المستنقع الليبي؛ أولها سعي أردوغان منذ سنوات للظهور بمظهر المدافع الأول عن المبادئ والقضايا السياسية الكبيرة كالحقوق الفلسطينية، وتطلعه إلى انتخابات 2023 في ظل اقتصاد ضعيف ويتراجع باستمرار، ثم إنها رد فعل انتقامي للعلاقة المزدهرة بين اليونان ومصر وقبرص، وهي فرصة لتحدي خصميها الإقليميين مصر والإمارات، لا سيما وأن الملفات التي تفرق بين الطرفين معروفة وعلى رأسها ملف الإخوان.


ورأت المجلة أن لا هدف واضحاً لتركيا في ليبيا حتى الآن سوى الانتقام واستقطاب بعض المؤيدين في الداخل للحزب الحاكم، ولكن من دون خطة إستراتيجية قد يجد الأتراك أنفسهم مكشوفين ومرهقين، وأجنحة لدولة فاشلة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=72776