العالم العربي

دير ياسين .. 66عاماً على المجزرة


صحف - الاعلام

صادف أمس الأربعاء الذكرى 66 لأبشع جريمة إنسانية في التاريخ ، إنها المجزرة الأبشع بحق أبناء الشعب الفلسطيني، التي راح ضحيتها مئات الشهداء الفلسطينيين من أهالي  قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، عقب الهجوم الذي نفذته الجماعتان الصهيونيتان "أرغون" و"شتيرن".

حدثت مذبحة دير ياسين في 9 نيسان/ أبريل عام 1948 ، بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسبن .

وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب، قدرتها المصادر العربية والفلسطينية بين 250 إلى 360 ضحية، بينما تذكر المصادر الغربية أن العدد لم يتجاوز 107 قتلى.

وبعد سحب بريطانيا لقواتها من فلسطين، قرر اليهود تشكيل هجوم على الطرقات الرئيسية بين المدن الفلسطينية ، فقامت عصابة شتيرن والأرغون بالهجوم على قرية دير ياسين على إعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية الرابطة بين مستعمراتهم. قامت عناصر من منظمتي "الإرجون" و"شتيرن" الإرهابيتين بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادرون إلى الفرار من القرية إلا أن نيران القرويين التي لم تكن في الحسبان منعتهم من التقدم وأوقعت من اليهود 4 قتلى و 32 جرحى.

وبمساعدة "الهاغانا" (عصابات من المتطرفين اليهود) في القدس جاءت التعزيزات، وتمكن المهاجمون من استعادة جرحاهم وتنفيذ المذبحة بحق القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا كمية من القرويين الأحياء بالسيارات وقاموا باستعراضهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالأسرى إلى قرية دير ياسين والإجهاز عليهم.

اتبع الاحتلال الصهيوني أسلوب تهجير الفلسطينيين للاستيطان في القرى، فكان ما حدث في دير ياسين سببا رئيسا في الهجرة الفلسطينية لمناطق أخرى ودول أخرى، بعد حالة الرعب التي أصابت سكان القرى، وكانت المذبحة دافعاً لحرب 1948 التي أعلنت على إثرها قيام ما سمي "دولة إسرائيل".

كما أرسل وزير حرب الصهاينة أنذاك برقية تهنئة إلى قائد الأرغون ، معتبرًا ذلك صناعة للتاريخ فى "إسرائيل" وكتب بيجين يقول: "إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى فى تفريغ البلاد من 650 ألف عربي"، وأنه لولا دير ياسين لما قام لكيان إسرائيل قائمة.

وبعد مذبحة دير ياسين استوطن اليهود القرية، عبرت الدولة الصهيونية عن فخرها بمذبحة دير ياسين بعد 32 عاما من وقوعها، ففى عام 1980م أعاد الصهاينة بناء القرية فوق أنقاض المبانى الأصلية، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية على شوارع المستوطنة التى أُقيمت على أطلال دير ياسين .

يشار أن كبار من قادة الصهيونية شاركوا في المذبحة، حتى أن معظمهم أصبحوا رؤوساء لحكومة العدو ، أمثال "مناحم بيجين" 1977، "أرييل شارون" 2001.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=7181