وجهات نظر

ماذا لو حصل في أميركا ما حصل في سورية؟


الاعلام تايم _ خاص


تصدعت ادعاءات الديمقراطية سريعاً، وبات السقوط على حطام الإنسانية وشيكاً، هكذا تبدو الإدارة الأميركية وهي تجاهر بما اتهمت به غيرها، فمنذ سنوات لم يجف دمها بعد، اتهمت تلك الإدارة الحكومةَ السورية "بقتل شعبها"، ولغاية في التشبيه لا تضر طرفيه يتابع السوريون ما يجري في أميركا ويستذكرون كيف اتهموا بالإرهاب لأنهم يدافعون عن بلادهم.


تدافع السلطات الأميركية اليوم عن عنصريتها، ليست المرة الأولى التي تقتل فيها الشرطة مواطناً من أصول أفريقية، لكنها تبدو سيلاً بلغ الزبى وفاض على جنبات الشوارع يأخذ في طريقه ما يأخذ، انتفض الشعب الأميركي نصرة للمظلومين والإنسانية ومقتاً للعنصرية ودفاعاً عن العدالة، وقوبل بعنصرية أشد وطأة، رصاص وقنابل مسيل للدموع واعتقالات، نزل إلى الشارع لأن العنصرية لن تقف عند مقتل فلويد، وهو عارف مآل الأمور، كما تعرفها الصحافة الأميركية التي قالت على لسان "نيويورك تايمز إن الاحتجاجات أخذت نهاراً طابعَ عنصرية الشرطة ووحشيتها، لتفسح في المجال ليلاً للعنف والفوضى بشكل متزايد، لكن ذلك كله لم يثن التظاهرات بل وسع نطاقها لتشمل مدناً وولايات جديدة.


ترامب يبدو من خلف قضبان البيت الأبيض غاضباً جداً حتى أنه وبخ حكام الولايات وأوصاهم بقمع شديد للتظاهرات، وضع رئيس أركانه في موضع المسؤولية، وواصلت السلطات قمعها ووحشيتها وفرضت حظر تجول ليلي لم تشهد له البلاد مثيلاً على مر عصورها.


في كل هذا وذاك يتبادر إلى الأذهان سؤال : ماذا لو واجه الأميركيون ما واجهته سورية؟ ماذا لو صال الإرهاب وجال بينهم يقتلهم ويذبحهم ويهدم اقتصادهم وبناهم التحتية؟


لأجل قضية محقة تحارب العنصرية جن جنون الإدارة الأميركية وليس مستبعداً أن تنشر الجيش في الشوارع، ماذا لو حصل فيها ما حصل في سورية؟ وهي التي أنكرت على السوريين محاربة الإرهاب بل ووضعت يدها في يده.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=71615