مجتمع

صفات مدمرة بالتكرار لا بالوجود


الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد

 

"ابني فاشل، كسول، خجول، عدواني، مشاغب...." صفات سلبية عديدة يطلقها الأهل على أبنائهم ويرددونها باستمرار متناسين وغير مدركين الخطورة الكامنة في تكرارها، وهي ترسيخ الصفة السلبية رغم قلة وجودها في الشخص وأحياناً عدم وجودها، حيث يعتبرون العامل المساهم والمعزز في تكوين هذه الصفات، والذي يزيد الأمر تعقيداً ذكرها أمام الأخرين في مواقف وأوقات لها خصوصيتها، فكم من إنسان تغير مسار حياته وانتهى الأمر به إلى مستقبل مأساوي بسبب عدم إدراك مدى تأثير إطلاق هكذا صفات عليه.

 

بعض الأحيان يلفظ الآباء والأمهات كلمة "فاشل" كأسلوب تحفيزي لنجاح ابنهم، لكن مع المبالغة في ذكرها يحدث العكس تماماً، حيث تأخذ الكلمة تأثيرها السلبي وتقضي على مستقبل الابن نفسياً واجتماعياً ومهنياً، فهناك أشخاص منطوون على ذاتهم، أو أشخاص يفتقدون للثقة في أنفسهم. وعندما نبحث عن السبب، نجد ذلك يرتبط أساسا بتنشئتهم الاجتماعية وتربيتهم الأسرية، وكيف ساهمت كلمات الإحباط التي تُقال له في صناعة ما هم عليه حاليا.

 

خير مثال على ما ذكر سابقاً قصة العالم "توماس أديسون" يمكنها أن توضح أثر الكلمة في التربية، فتوماس كان معلمه يصفه بأنه لا يصلح للمدرسة، لكن والدته كانت تعلمه من خلال المنزل، وتخبره أنه سيكون ذا شأن في المستقبل، ومن هنا شعر توماس أنه يجب أن يكون شخصاً متميزاً في الحياة، وهذا ما حدث بالفعل، فأحاديث الأهل مع أطفالهم أداة تؤهلهم للحياة.

 

فكم من تلميذٍ صنعته جملةٌ من معلمه، وكم من جملةمعلمٍ أجهضت نابغةً، وكم من شخصٍ انتحر بسبب جملةٍ، وكم من شخصٍ أنقذ بسبب جملةٍ، فقوة الكلمة تعادل أو ربما تتفوق على أي قوة أخرى توصل لها الإنسان، لأنها تمس الروح والعقل والقلب، فالكلمة ليست مجرد موجات صوتية نطلقها، وأحرف نرسمها على الورق، إنها أعظم من ذلك فهي تبث مشاعراً وصوراً في العقل، لا بد من الانتباه وعدم إطلاق صفات عشوائية نراها في الآخرين فربما كانت في موقف ما وليست سمة من سمات الشخصية، فعلينا إعادة النظر في كلماتنا وانتقائها وتوظيفها بالشكل والوقت والمكان المناسب مع مراعاة الأسلوب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=71289