العالم العربي

الحكومة الليبية تواجه مشكلة في إعداد الميزانية.. و الجنوب تحول الى "وكر أفاع"


صحف - الإعلام:

بعد ثلاث سنوات من التدخل السافر لحلف الناتو في ليبيا بدعم خليجي، لا تزال ليبيا تحت رحمة الجماعات المسلحة التي تسيطر إلى الآن على مناطق واسعة وعلى موانئ نفطية، تحرم الحكومة من عائدات البترول لتجعل هذا البلد الغني بموارده النفطية بحاجة لمساعدة الآخرين.

استولت مجموعة من قوى الأمن السابقة لقطاع النفط انشقت بقائدها ابراهيم الجضران في الصيف الماضي في بنغازي شرقي البلاد، على ثلاثة موانئ رئيسية سعياً لتحقيق حكم ذاتي في المنطقة، وفق وسائل إعلام ليبية.

نتيجة لتلك الاضطرابات وسيطرة كتائب مسلحة على بعض حقول النفط خسرت ليبيا أكثر من 7 مليارات دولار من عائداتها النفطية العام الماضي وفقاً لما أعلن وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي نهاية العام الماضي.

كما كشف العروسي أن الحكومة تواجه مشكلة في إعداد ميزانية عام 2014 بسبب تراجع الإنتاج من 1.4 مليون برميل يومياً في تموز/يوليو الماضي إلى 250 ألف برميل، مشيراً إلى أن حقل الفيل والحقول التابعة لشركة سرت للنفط المملوكة للدولة في وسط ليبيا هي فقط التي لا تزال تنتج النفط.

وأشارت تقارير صحفية أن أبرز مؤشرات ضعف سيطرة الحكومة على الدولة، بدأ من خطف مجموعة من المسلحين لرئيس الوزراء السابق علي زيدان لفترة فصيرة، ومحاولة المسلحين، المسيطرين على ميناء برقة النفطي شرقي البلاد، بيع النفط خارج نطاق الدولة عبر ناقلة كانت تحمل علم كوريا الشمالية.

لكن الولايات المتحدة، الحليفة للحكومة الليبية صادرت تلك الناقلة وأعادتها إلى طرابلس، وعزل البرلمان عقب هذه الحادثة رئيس الوزراء علي زيدان الذي ترك البلاد إلى أوروبا.

وبعد هذه الحادثة أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً دولياً يسمح للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمصادرة السفن التي تحمل نفطاً مهرباً من ليبيا وإعادته إلى الحكومة الليبية، ليصبح النفط الليبي بحماية مجلس الأمن.

وكلف المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) أمس الثلاثاء، رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله الثني بتشكيل حكومة وترؤس فترة انتقالية جديدة، وكان الثني قد تسلم رئاسة الوزراء بشكل مؤقت بعد عزل زيدان.

ولا يزال البرلمان الليبي الوليد حديثاً عاجزاً عن الاتفاق على أي شيء لإدارة البلاد، كما أن الحكومة المؤقتة المنبثقة عنه لا تملك جيشاً تفرض به الأمن وقراراتها الإدارية ولم يتم حتى الآن وضع دستور جديد.

كما أن ميليشيات متنافسة تؤيد جماعات متنافسة في البرلمان المنقسم حيث يقف الإسلاميون ويمثلهم حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مواجهة تحالف القوى الوطنية الذي يضم أحزابا وطنية وليبرالية.

الى ذلك أعلن وزيرالدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في تصريحات نشرت أول أمس الاثنين أن جنوب ليبيا تحول إلى "وكرأفاع" للمسلحين وأن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي من خلال تحرك جماعي قوي من الدول المجاورة.

وقال لودريان في نص مقابلة نشرته الوزارة "شعورنا بالقلق يتنامى، إنه وكرأفاع يعود إليه الجهاديون للحصول على السلاح وتجنيد العناصر..إنها (منطقة) خطرة والظروف ليست مواتية لإيجاد حل".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=31&id=7115