تحقيقات وتقارير

إعلاميون في زمن الحجر.. ازدادت المسؤولية فأنتجنا أكثر.. وتمنيات بتحسين بيئات العمل


الاعلام تايم _ مرام جعفر

 

أوقفت جائحة كورونا العمل في الكثير من القطاعات، وفرضت على أخرى نمطاً جديداً من آليات العمل التي اضطر العاملون الملتزمون بقواعد وتعلميات الحجر الصحي الالتزام بها، لكن هذا الالتزام لم يمنع الكثيرين من تقديم أعمالهم من المنزل، وخاصة في المهن التي من الممكن القيام بها إن توفرت البنى التحتية المناسبة وعلى رأسها شبكة الانترنت كالقطاع الإعلامي.

 

100 عامل غالبيتهم من القطاع الإعلامي بمختلف أنواعه، أجابوا عن مجموعة من الأسئلة التي طرحناها عليهم فيما يخص العمل من المنزل، ومستوى الإنتاجية، فتنوعت الإجابات بين الثبات على الإنتاجية القديمة، أو انخفاضها قليلاً، بينما التجربة بالنسبة للكثيرين منهم ناجحة ومثمرة أكثر من ذي قبل.

 

المراسل الصحفي وسام الجردي أوضح  أن لكل مرحلة طبيعة خاصة بها من ناحية التعاطي الإعلامي، فوباء كورونا كان الشغل الشاغل للصحافة بشكل خاص، معتبراً أن تجربته الجديدة كانت مثمرة رغم الصعوبات، فالحجر لم يؤثر سلباً على عمله، بل ازدادت مسؤوليته كصحفي على صعيد التوعية والبحث وتقديم المعلومة الدقيقة، وخاصة من ناحية انتشار الوباء في سورية، وتقديم كل ما هو جديد ومهم للقارئ حتى من الناحية المعيشية، مبيناً أن الصعوبة الوحيدة التي واجهها خلال الحجر هي صعوبة الوصول للمعلومة من المعنيين، لكنه وبالرغم من ذلك تمكن من التغلب عليها.

 

و لم تختلف تجربة وسام عن تجربة رئيس قسم الترجمة في وزارة الإعلام باسل الشيخ، الذي حقق إنتاجية عمل عالية بحسب قوله، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن العمل من المنزل مريح أكثر، وبالتالي ستكون الإنتاجية أعلى والجودة أفضل، خاصة بعد المقارنة بين هذه الظروف وظروف العمل التي قد تكون سيئة ولا تشجع على الإنتاج بالشكل الأمثل، كما أنه ومن ناحية أخرى، كان تقييم عمل الموظفين من المنزل أدق، فقد اتضح من هو النشيط والمبادر، ومن هو الاتكالي، مؤكداً أن العمل بهذه الطريقة أدى أيضاً إلى كسر حلقات الروتين في التخاطب الإداري، وحوّل التوجيهات التي كانت خطية دائماً إلى شفهية في بعض الأحيان، وهذا مفيد جداً من ناحية تسريع العمل.

 

أما رئيس دائرة المراسلين والمندوبين بمديرية الإعلام الالكتروني والصحفي بجريدة الوطن وسام جديد، فقال إن طبيعة عمله تتطلب أن يتواجد بشكل دائم (أون لاين)، أي أن التجربة لم تضف إليه الكثير، لكنه أكد أن فيروس كورونا خلق واقعاً جديداً وظروف عمل استثنائية مختلفة عما كنا نعيشه، حيث أصبح لزاماً على الصحفيين والإعلاميين أن يظهروا للمتابعين مدى تقيدهم بإجراءات الوقاية التي فرضتها الحكومة، مع الحفاظ على ثبات حجم العمل قدر الامكان، حتى مع عدم تواجدهم في مكاتبهم، وكان هذا تحدياً جدياً.

 

وأضاف جديد أن التجربة زادت من ضغط العمل، وأظهرت بعض نقاط الضعف، إذ يجب أن يتخلص الصحفي من عقلية الاعتماد على ساعات وظروف عمل محددة، وأن يخلق المادة ويصنعها ويتابعها ضمن جميع الظروف وفي أي وقت كان، بالإضافة الى ضرورة تأمين الإمكانيات التقنية التي تسمح للصحفي بالعمل ضمن ظروف مشابهة.

 

من جهته، أشار الكاتب والصحفي فراس القاضي، المحرر في موقع مدونة وطن "esyria"،  إلى أن العمل في المدونة تأثر سلباً في بداية الحجر، كون الموقع وعمل المراسلين يعتمد على اللقاءات المباشرة وعلى الصورة الحصرية، وفي أيام الحجر الأولى، كان الارتباك سيد الموقف في كل الأعمال وليس في الحقل الصحافي فقط، ولم يكن التواصل عن طريق الانترنت (أون لاين) يقنع البعض، لكن وبعد فترة بسيطة، اعتاد الكادر واعتاد الناس على هذا النوع من التواصل، وعاد المراسلون يحققون حجم عملهم المعتاد، بل بعضهم زاد إنتاجه.

 

وكما أضر الحجر بالبعض، فقد استفاد منه البعض الآخر، ومنهم
الترجمان المحلف والصحفي كميت يوسف، الذي وصف تجربته بالمثالية، وعبّر عن امتنانه للحجر  لأن طبيعة عمله تفرض عليه إنجاز جزء كبير من العمل من المنزل، وقد تمكّن من إكمال "عمل استراتيجي" بالنسبة إليه، ألا وهو ترجمة الرواية التي أرهقته على مدى عام ونيّف.

 

كذلك لم يمنع الحجر المرأة سواء كانت ربة منزل أو عاملة من تحقيق أداء جيد في العمل.


فبالنسبة للصحفية رشا غانم وهي أم لطفلين، كان العمل من المنزل أكثر راحة، كونها أقرب لعائلتها، إضافة إلى توفر الوقت للاطلاع على أهم مقالات الصحافة الغربية، وقضاء الوقت بإنتاج نوعية جيدة من العمل، وهذا ما أيدته السيدة عبير اليوسف العاملة في مجال الإعلام أيضا، حيث وصفت تجربتها بالرائعة لأنها قضت وقتها بتعلم آليات عمل الاعلام الالكتروني، وكان هذا إنجازها الأهم.

 

أما الصحفية تالة حريب، فلم تشعر بتغيير كبير خلال تجربة الحجر والعمل من المنزل، كونها أساساً تعمل في مجال الترجمة والسوشال ميديا، واعتبرت أن العمل من المنزل كان مريحاً من جهة امتلاك الوقت الكافي لإنجاز أعمالها بهدوء، لكنها تعرضت لعدد من المعوقات كانقطاع الكهرباء.


وعلى عكس النماذج السابقة، لم يتمكن البعض من تأدية أعمالهم من المنزل لأسباب عديدة منها مشاكل شبكة الانترنت وانقطاع الكهرباء.


ختاماً، نتمنى أن تؤدي هذه التجربة إلى تقييم العمل والعاملين بدقة وإنصاف أكبر من قبل القائمين على العمل، الأمر الذي سيؤدي - وبكل تأكيد - إلى رفع جودة ومستوى العمل المقدم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=71094