وجهات نظر

رسالة الى وزير خارجية جمهورية مصرالعربية..

يوسف غانم


السيد وزير خارجية جمهورية مصرالعربية: أتوجه اليك برسالتي كمواطن سوري تسكنه مصر ولن تجد بين السوريين من لاتسكنه مصر، ولا يسكنه حلم التلاقي معها، ولربما التلاحم الذي هو حكمة التاريخ وحكم الجغرافيا ! فهذه الأمة لاتطير سوى بهذين الجناحين الممتدين شرقاً وغرباً، أتوجه برسالتي اليك وأنا المسكون بحضارة مصر وكأنها جزء من وجداني، ومسكون بحلم محمد علي باشا، وحلم ناصر، مسكون ومعجون بالمصري الذي تسكنه الكرامة، لكني ياسعادة الوزير أكتب اليك من مرارتي ومن شعوري بالخذلان، فمصر كانت وستبقى (إقليماً جنوبياً) ولا أستطيع أن أراها خنجراً في الخاصرة.
مرارتي بحجم موقفكم من الحرب الكونية على بلدي فأنا يؤرقني الموقف المصري وتخيل ياسعادة الوزير أني أتفهم الموقف السعودي! أكتب اليك وأتمنى أن تصلك رسالتي لهدفين:" أولا لتعرف أنت ومن يحكم مصر كيف يفكر السوري الحقيقي بمصر، وثانياً لتزيل من ذهني الالتباسات والتناقضات التي يحفل بها خطاب دبلوماسيتكم، وكم سأكون ممتناً لكم لو أنكم وضحتم لنا ولشعبكم التساؤلات التي سأسوقها من خطاب جدي في الجامعة المحتضرة، وعلى مسمع من زميلكم وزير الخارجية السعودي الذي أتمنى أن يكون مستيقظاً ليسمع معنا، وكي لاتتهمني بأني أضيع وقت سعادتكم سأسوق تساؤلاتي بشكل مكثف وواضح ليتثنى لسعادتكم الإجابة بشكل مكثف وواضح..

التساؤل الأول:الإخوان المسلمون ياسعادة الوزير تنظيم إرهابي في مصر، هذا ما أقره قانونكم، فكيف تفسر دعمكم للإئتلاف السوري المعارض الذي يتشكل بغالبيته من الإخوان المسلمين، سيما بعد اعترافهم علانية أنهم يمتلكون طليعة مقاتلة ؟، التساؤل الثاني: أتفق معكم ومع شركائكم في السعودية أن الإخوان المسلمين هم تنظيم إرهابي، لكن ألا ترى سعادتكم بأنهم أقل إرهاباً من الوهابية الجهادية التكفيرية، ومن يضع هذه على لائحة الإرهاب يجب أن يضع تلك، هنا أرجوك أن توضح لنا ولشعبكم معنى الارتماء في الحضن السعودي، فهل تستجيرون من الرمضاء بالنار؟.

التساؤل الثالث : يغمرنا عطفكم ياسعادة الوزير وأنتم تدعون الى حل الأزمة السورية سلمياً، ولاشك أن موقفكم يعتبر تطوراً عن مرحلة مرسي، بل تطور كبير، لكن مازلتم في الوقت الذي تعتبرون فيه أن جيشكم هو حصن مصر المنيع، وأنه سيقاتل الإرهاب أينما حل، تنكرون على الجيش السوري أن يقاتل إرهابيين تجمعوا من شتات الأرض (أكثر من ثمانين بلداً ياسعادة الوزير لفظت أوساخها فرحلها حكام وهابيون واخوان على نفقتهم لتمارس الإرهاب ضد أهلكم في سورية)، وأنتم ياسعادة الوزير تعترفون بهذا الإرهاب وذكرتم منه (الإخوان والقاعدة وجبهة النصرة وداعش ....الخ( أليس حرياً بكم أن تقفوا الى جانب هذا الجيش الذي أخذ على عاتقه قتال الإرهاب نيابة عن الأمة كلها، أرجوك أن تسأل القيادة العسكرية في بلدكم هل تقبل أن يترك الجيش الأول وحيداً؟؟.

التساؤل الرابع : لقد اكتشفتم بالأمس خلية إرهابية (هكذا وصفتموها)، وأعلنتم أن لها علاقة مع الجيش السوري الحر، فهل تعرف لنا سعادتكم ماذا يكون التوصيف القانوني للجيش الحر؟.

التساؤل الخامس : لا شك ياسعادة الوزير أن كلامكم أكثر من رائع وأنتم تتكلمون عن السيادة السورية، دعني أعترف لك أنه يرقى الى مرتبة الشعر، لكن كنا نبحث عن موقفكم (بالسراج والفتيلة ) عندما تتعرض بلدنا لاعتداءات اسرائيلية وتركية، ونتسائل أين هو ذلك الرجل الذي تعنيه سيادتنا ؟.

التساؤل السادس : لقد لمسنا من كلامكم حرصاً منقطع النظير على الوقوف بحزم ضد التدخلات الخارجية في بلدكم، فهل تعتقد سيادتكم أن السوريين أقل حرصاً على سيادة بلدهم من حرص المصريين؟ وكم أتمنى أن تقرأ قليلاً في تاريخ سورية لتعرف كم هي مسكونة بالسيادة حكاماً ومحكومين.
سعادة الوزير ضع يدك في عينك فإذا آلمتك ستؤلم غيرك، واذا سقطت سورية، ولن تسقط، فلن تكفوا عن عض الأصابع وترديد مقولة "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".
ياسعادة الوزير : مصر أكبر من أن تحكمها المعونة والمساعدات التي تهدف الاحتواء، والمصريون أحرار عبر التاريخ، لم يكونوا تابعين يوماً، كم أتمنى أن تمثلوا طموحات شعبكم خير تمثيل فحينها يتغير مصير الأمة. أشكر سعة صدركم يا سعادة الوزير وأنا مضطر أن أعد الليالي في انتظار الرد، وليتها لاتطول .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=7094