تحقيقات وتقارير

خبير اقتصادي للإعلام تايم: انهيار سوق النفط يجعل الناخب الأميركي يعد للمئة قبل التصويت


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


حدث فريد في أسواق النفط لكنه ليس الأول في الأسواق المالية فسبق وأن اقرضت المصارف عملائها بسعر فائدة سلبي أي سددت لهم فائدة نظير اقتراضهم المال.

 

المتابع لحروب النفط والعملات لا بد وأن يصل لنتيجة بأن أسواق النفط والمعادن الثمينة ستدفع بشكل أو بأخر نتيجة هذه الحرب. فمنذ إعلان السعودية الحرب على النفط الصخري والابقاء على الإنتاج المرتفع وزيادة عدد الناقلات دفع الجميع للبيع بأقل من الكلفة.


الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر سنجر، أكد لموقع الاعلام تايم أن نتائج كورونا السلبية دفعت التفاهم السعودي الروسي بخصوص خفض الإنتاج إلى السطح ورغم ذلك لم يخسر النفط الطبيعي مناصريه مع عدم قدرة شركات النفط الصخري على المنافسة، وبالحقيقة يرتبط اتفاق انخفاض الإنتاج بمصلحة أمريكية ألا وهي إيجاد تصريف لحجم الدولارات المطبوعة دون مقابل من قبل الفدرالي الأمريكي الذي رفع ميزانيته ليضخ الدولارات للعاطلين عن العمل في ظل مأزق كورونا، ومن أقدر من سعر برميل النفط لدى أوبك لتوجيه الدولار لخارج أمريكا و تفادي حصول التضخم المترافق مع انكماش شديد مما سينهك الاقتصاد ويزيد حجم الدين وسيجبر الناخب الأمريكي على العد للمئة قبل التصويت.

 

إن ما حدث بالأسواق يطلق عليه نزيف بالمحفظة أي انخفاض شديد في أسعار العقود، عادةً ما تتخذ إجراءات سريعة لوقف النزيف لكن الذي حدث هو تعميق للنزيف من خلال الاعلان عن تخفيضات مستمرة لا تفسر إلا بعدم القدرة على زيادة المخزون وبأن كلف الخسارة أخف شدة من تعميقها بعقود أسعارها تتهاوى وكلف تخزين واستخراج مرتفعة وما هو إلا دليل أخر على رغبة بعض الشركات العملاقة لإخراج الوسطاء والسماسرة من سوق التداول وتأخير انطلاق الاعتماد على الطاقة النظيفة بديلاً للنفط وتوجيه الدولار لخارج أمريكا لحل أزمة التدخل من قبل الفيدرالي في الأسواق من خلال ضخ المزيد من الدولارات دون غطاء.

 

ومن المنتظر في الأشهر المقبلة أن يكون هناك حركة تصحيح جزئية للأسواق ستنتج عن تخفيض الانتاج وإقبال بعض الدول للرفع من مستوى مخزونها الاستراتيجي لكن تبقى الكلمة الفصل اليوم لمسار فيروس كورونا، ويبقى علينا الإجابة عن التساؤلات التالية ما هو عدد وحجم الصفقات التي عقدت في ظل هذه الأسعار المنهارة وخاصة في ظل تخمة المخزون الاستراتيجي لمعظم الدول وفي ظل إعلان الولايات المتحدة عن استعدادها لتخزين هذا النفط وفرض رسوم على النفط المستورد؟ وهل سنشهد مستقبلاً نزاعاً بين الغاز الطبيعي والصخري؟ النزاع محتمل وقريب.


أما على المستوى المحلي فمن الصعب الاستفادة فوراً مما يحدث في سوق النفط لما تتطلبه هذه العقود من سيولة عالية من القطع الأجنبي و نتيجة الإجراءات والحصار المفروض على سورية الذي يمنع التوريد للأسواق السورية، لكن يمكن لنا الاستفادة مستقبلا من ضعف أسعار النفط بالتعاقدات المستقبلية التي ستنعكس على توفر المشتقات النفطية وعلى كلف المنتجات السورية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=70887