تحقيقات وتقارير

نصف البشر في العزل الصحي.. ومطالبات بإنهاء إرهاب ترامب الطبي


الاعلام تايم - طارق ابراهيم


 

يتزامن مرور اليوم العالمي للصحة مع استمرار جائحة فايروس كورونا بالتحكم بمصير العالم، والتحركات الدولية التي لاتوازي سرعة تفشيه وانتقاله ومواجهته، وفي وقت يصم الرئيس الاميركي دونالد ترامب والاتحاد الأوروبي آذانهم عن النداءات العالمية لوقف العقوبات الاحادية الجائرة المفروضة على عدد من شعوب العالم ومنها الشعب السوري، ما يجعلهما توأما للفيروس في خطورته على البشرية .

 

إرهاب ترامب الطبي لا يستثني أحدا


وفي يومها العالمي هدد ترامب المنظمة العالمية بوقف التمويل بقوله "ميزانيتها معظمها من عندنا لكنها منحازة للصين وسننظر في ذلك"، واصفا الجائحة بأنها "طاعون العصر" الذي وجد في مدن أمريكا ودول القارة العجوز بؤرة حاضنة مع انتقادات داخلية شعبية حادة لإدارة حكومات تلك الدول للأزمة الطبية وعدم قدرة الأنظمة الصحية المتطورة على الصمود، لا بل أعلنت انهيارها أمامه، وذلك قابله تحذير أممي شديد اللهجة فالصحة العالمية تقول إن "تداعيات كورونا الصحية والاجتماعية والاقتصادية كارثية".


بعد الاستهتار.. حجر صحي وعقوبات صارمة


في اوروبا استهانوا بالتحذيرات بداية الامر، فحصل ماحصل، وفي أميركا يقول المسؤولون إنهم يقفون على أبواب الكارثة بسبب استهتار ترامب الذي توسل اوروبا وآسيا لمساعدته سراً وفق صحيفة الغارديان البريطانية، لكنه ووفق وصف التقارير يمارس قرصنة عالمية للمواد الطبية وللعلاجات إن وجدت، وبحسب وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر فإن "جائحة كورونا ستغير النظام العالمي وللابد".


ومع خسائر فادحة في الأسواق المالية والركود والانهيار الاقتصادي القادم بأغلب الاقتصادات في العالم، لايزال نصف البشر_ المليارات منهم_ في الحجر الصحي وخاصة بعدما وصف كورونا بوباءٌ عالمي.. وقابل العزل الذاتي قرارات حكومية صارمة في معظم دول العالم تفاوتت بين غرامة مالية عالية، الى السجن سبع سنوات.. إلى حد الإعدام كما تناقلت وسائل الإعلام ان الشرطة الفلبينية ستطلق النار على كل من تسول له نفسه بخرق حظر التجوال.


يوم للممرضين والممرضات


وفي يومها العالمي ٧ نيسان أعلنت المنظمة، أنه لا يزال من الممكن "السيطرة على كورونا"، وفق مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، محذرا ان الدول التي تقرر التخلي عن تدابير الصحة العمومية الأساسية "قد تجد نفسها في مواجهة مشكلة أكبر وعبء أثقل على نظامها الصحي، مما قد يتوجب تدابير أشد قسوة للسيطرة على الوضع".


واعتبرت الصحة العالمية شعار هذا العام هو "دعم كادر التمريض والقبالة.. فالممرضون والممرضات في طليعة التصدي، حيث يقدمون رعاية عالية للمرضى، ويديرون الحوار المجتمعي لتبديد المخاوف والإجابة عن التساؤلات ويخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين.


ارفعوا العقوبات


وفي سورية وقد اتخذت إجراءات احترازية عالية في التصدي للفايروس، أكد وزير الصحة نزار يازجي"جاهزية القطاع الصحي لتقديم الخدمات اللازمة وقال "هناك صعوبات كبيرة بتأمين المنافس بسبب العقوبات الجائرة"، التي طالبت سورية برفعها الفوري وغير المشروط مايعزز قدرتها على مواجهة الوباء ومنع انتشاره”، في وقت أكدت الحكومة السورية على أن أي جهدٍ جماعي وعالمي لمكافحة الفيروس والقضاء عليه، لن يكتمل في ظل استمرار فرض الحصار الاقتصادي الاميركي الاوروبي على مئات ملايين البشر.


وردت الخارجية السورية على بعض النداءات الأوروبية بتخفيف العقوبات بالقول "أوروبا شريك لواشنطن في حصار سورية وتلك التصريحات لاتعفيها من مسؤوليتها"، وكان المسؤول في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، أشار إلى أن "المساعدات الإنسانية والطبية مسموح بها."


الكورونا يغير معادلة الحروب


زمن الكورونا غير معادلة الحروب فالشجاعة أصبحت بالتخفي من عدوك وليست بمواجهته، والبقاء في المنزل هو صمام الأمان والسبيل الوحيد لتحقيق الانتصار على الوباء.. فالأوبئة تكون ثمّ تهون، تحلّ ثمّ تضمحلّ، تتوالى ثمّ تتولّى.


ولابد ان نشير في الختام الى الحملة التوعوية الهامة التي يقود الاعلام الوطني ويعطل على مروجي الشائعات مشاريعهم التخريبية، وقد نبه الاعلام في متابعته المستمرة على مدار الساعة المواطنين إلى أهمية تقوية مناعتهم عن طريق اتباع نمط حياة صحي، بالتزامن مع البقاء في المنزل وهو السلاح الوحيد الفعال في وجه "عدو البشرية" الجديد كورونا.. وفي النهاية "السعيد من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه"، فتأملوا يا رعاكم الله.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=70715