وجهات نظر

سورية جاهزة.. خذوا العبر من الصين


الاعلام تايم - افتتاحية

 

إذا عملت بالحديث الشريف "اعقلها وتوكل"؛ فإنك تحصن نفسك من تداعيات الاستهتار عليك وعلى من حولك، وهذا ينسحب أيضاً على مبدأ التعامل مع الأمراض السارية.


أثار فيروس كورونا المستجد كيوفيد – 19 هلع العالم وذعره، وإن كنا هنا لا نسخف من خطورة المرض على من ليسوا مهيئين جسدياً لمقارعته؛ فإننا نشير أيضاً إلى الإرهاب الصحي الذي يمارس باسمه حول العالم، وخذوا العبر من الصين.


ووهان هي المدينة الصينية التي انطلق منها فايروس كورونا المستجد في رحلة خطيرة حول العالم، ولكنها الآن وبفضل إجراءاتها الاحترازية غير العلاجية لغير المصابين، والتعامل بمسؤولية عالية مع المصابين أعلنت احتواء المرض، والانتصار على تفشيه، وفي المقابل حط الفايروس رحاله في أوروبا واتخذها سكناً.


بدأ الوضع يسوء في القارة العجوز فهي عملياً غير مجهزة لاستقبال الفايروس الذي لم يعطها الوقت الكافي لتحصن نفسها، فغدت دول بحالها تحت الحجر الصحي، وإيطاليا أنموذجاً، فماذا فعل الفايروس في الدول والقارات الأخرى؟.
تبدو آسيا أم الفايروس أهدأ قليلاً، في الشرق الأوسط مثلاً ما يزال الوضع تحت السيطرة، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال هام جداً؛ ماذا عن سورية ؟


وزارة الصحة أعلنت أنه حتى الآن لا إصابات مشخصة بفايروس كورونا في البلاد، ومن باب الحذر والاحتراز أقرت الحكومة حزمة من الإجراءات بغية تخفيف التجمعات والوقاية في حال كان هناك أي حالة لم تظهر عليها الأعراض بعد.


وزارة الصحة تحدثت عن بعض التفاصيل، وقالت إن هناك متابعة حثيثة مع الصين أيضاً، حيث زار سفيرها في دمشق الوزارة، وفي هذا السياق أعلنت الوزارة أن رفع الجاهزية على المنافذ الحدودية كان بعد يومين من إعلان الصين انتشار الفايروس داخل أراضيها، وزير الصحة أكد أن كل الداخلين إلى سورية عبر مختلف المنافذ يفحصون ثم تؤخذ بياناتهم كافة بالأسماء والعناوين وأرقامهم الشخصية للمتابعة اللاحقة.


سورية وخلاف ما يتمنى البعض تملك الطواقم الطبية المجهزة، والأدوات اللازمة والكميات الكافية وهي مستعدة لمواجهة المرض، وهذا باعتراف ممثل منظمة الصحة العالمية فيها، ومنذ أيام افتتح قسم الإسعاف الجديد في مستشفى دمشق " المجتهد"، المستشفى ذاته الذي طالتها الشائعات حول احتضانه الحالات وإخفائها بل ذهب البعض كثيراً في خياله باتهام المستشفى بتصفية المرضى.


سورية استبقت المرض وهذي نقطة قوتها، وهو ما لم تفعله أي دولة أخرى، الإجراءات الوقائية فعالة وناجعة في حال الالتزام بها، وتبقى سلامة الأفراد والمجتمع الغاية الأسمى.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70331