وجهات نظر

إردوغان .." ليس على السارق حرج " !


الإعلام تايم - افتتاحية 

 

من نكد الدهر أن يخرج المجرم بثياب الضحية ويرسم على وجهه ملامح البراءة، لا مغالاة في القول إن معالم إردوغان باتت اليوم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، مهما حاول تنميق مفرداته، وتثبيت حدقتي عينيه.


وبصرف النظر عن منطق الذين يـَقتلون ويـُقتلون والأحكام الشرعية والإنسانية في ذلك؛ فإن مما لاشك فيه ظهور النظام التركي الإرهابي في العرف الدولي والإنساني على حقيقته، فهو المعتدي والمحتل والقاتل والمشرِد والسارق، وبدلاً من الانكفاء على نفسه والالتفات إلى محيط من الأزمات الداخلية كفيل بإغراقه، فهو يمعن في كل صفاته بل ويزيد طينه بِلة، في جديد صلافة إردوغان  تصريحاته عقب لقائه الأمين العام للناتو في بروكسل، والتي قال فيها إن بلاده كانت الطرف الوحيد الذي حارب تنظيم داعش الإرهابي في سورية، فهي وعلى حد زعمه تكافح منذ تسع سنوات التهديدات القادمة من حدودها الجنوبية الغربية، ليس ذلك فقط بل هي التي قدمت الشهداء في سبيل درء الخطر الإرهابي.


من المضحك حتى الثمالة ما يزعمه رئيس نظام كان الداعم الأكبر للإرهابيين على امتداد سنوات الحرب في سورية، من أوجد الإرهابيين ودعمهم لوجستياً ومدهم بكل أسباب البقاء؟؟ ومن استقدم آلياته وجنوده لمهاجمة جيش يدافع عن بلاده؟ من قدم السلاح والعتاد للإرهابيين وسهل دخولهم إلى الأراضي السورية ليقتلوا المدنيين وعناصر الجيش العربي السوري على حد سواء؟ من سرق المعامل بما فيها بالتعاون مع إرهابييه وأدخلها إلى الأراضي التركية؟ ومن سرق النفط وتاجر به؟ ومن شرد الأهل من ديارهم وأسكن الإرهابيين عوضاً؟ والأسئلة تطول.


لا يحق لإرهابي أن يحاضر بالإنسانية، وآخر إبداعات نظامه المتهاوي على آمال شعبه، وإبداعات إرهابييه الذين يواصلون انتهاكاتهم بحق المواطنين ؛ ضوء أخضر من النظام الإرهابي لمرتزقته بغية بيع أملاك المواطنين الأكراد المهجرين من منطقة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي بأسعار زهيدة، وذلك بعد تهجير أغلبيتهم من منازلهم.


لا طائل من جدال الإرهابيين أو محاججتهم، لكن الحقيقة الساطعة أن الذي حارب الإرهاب بمختلف مسمياته وقدم التضحيات الجسام، ودافع عن أهله وأرضه هو الجيش العربي السوري وحلفاؤه، فليتشدق إردوغان ما تشدق، وليكذب ما كذب، فليس على السارق حرج!
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70166