الحدث السياسي

الرئيس الأسد: من الناحية العسكرية الأولوية لسورية هي إدلب


الاعلام تايم - سانا


أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يقاتل في سورية إلى جانب الإرهابيين انطلاقا من أيديولوجيته الإخوانية لذلك فهو غير قادر على أن يشرح للشعب التركي لماذا يرسل جنوده إلى سورية ويقتلون فيها، موضحاً أنه لا يوجد عداء بين الشعبين السوري والتركي وأن العلاقات تعود إلى طبيعتها بعد أن يتخلى أردوغان عن دعم الإرهاب.

 

ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة (روسيا 24) إلى أنه من الناحية العسكرية الأولوية لسورية هي إدلب الآن لذلك فإن أردوغان وبتوجيه من الأمريكيين يزج بكل قوته فيها لأن تحرير إدلب يعني التوجه لتحرير المناطق الشرقية التي تنمو فيها حالة استياء شعبية كبيرة ضد الاحتلال الأمريكي وهذا الغضب سيولد عمليات مقاومة ضد المحتلين.

 

وشدد الرئيس الأسد على أن الوعي الوطني لدى السوريين والقدرة الأسطورية الموجودة لديهم للتضحية والتي رأيناها بشكل أساسي من خلال الجيش العربي السوري هي أبرز عوامل قوة الدولة وصمودها في وجه الإرهاب وداعميه إضافة إلى دعم الأصدقاء سياسياً وعسكرياً واقتصاديا، مشيراً إلى أن الدولة السورية تخضع للدستور السوري ولا تخضع للتهديدات والرغبات الغربية أو أي عامل آخر، وأن الانتخابات النيابية ستكون خلال أشهر قليلة وسنستمر ضمن المواعيد الدستورية المحددة بغض النظر عن أي شيء آخر.

 

ولفت الرئيس الأسد إلى أن معظم الدول العربية حافظت على علاقاتها مع سورية ولكن بشكل غير معلن خوفا من الضغوط الغربية والأمريكية عليها أما بالنسبة للدول الأوروبية فإن سورية لا تضيع وقتها بالحديث عن الدور الأوروبي نظراً لارتباط السياسة الأوروبية بالسياسة الأمريكية وتبعيتها للسيد الأمريكي.

 

وأكد الرئيس الأسد أن العلاقة بين سورية وروسيا عمرها أكثر من ستة عقود من الزمن وهي علاقة شراكة وخاصة بعد الحرب أصبحت أقوى وأكثر وثوقية، مبينا أن وجود القاعدة العسكرية الروسية في سورية ليس الهدف منه فقط محاربة الإرهاب وإنما إيجاد توازن دولي.. سياسي وعسكري.

 

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..

الصحفي:

مرحباً، هذا برنامج الاستعراض الدولي، معكم يفغيني بريماكوف، نحن اليوم في دمشق، وفي الاستديو المؤقت. سيادة الرئيس بشار الأسد ليس ضيفنا في الاستوديو، وإنما نحن ضيوفه. سيادة الرئيس، شكراً جزيلاً على استقبالكم، وتخصيصكم لنا وقتاً لتسجيل هذه المقابلة. نحن سعيدون أن نكون معكم ونراكم في صحة جيدة في هذا الوضع الصعب.

الرئيس الأسد:

أهلاً وسهلاً بكم، أنا سعيدٌ جداً باستقبالكم اليوم كقناة وطنية روسية.

السؤال الأول:

شكراً جزيلاً سيادة الرئيس.. من الواضح أن الموضوع الأهم الآن، عدا عن الحرب على الإرهاب التي يخوضها بلدكم، هو ما يحصل من أحداث في محافظة إدلب وخطر الصدام بين الجمهورية العربية السورية وتركيا. فالقوات التركية تدعم مسلحي ما يسمى المعارضة بشكل مباشر، مع العلم أننا نرى في صفوفهم عناصر تنتمي للتنظيمات الإرهابية، الذين يشكلون فرعاً للقاعدة وغيرها، كما يشارك العسكريون الأتراك بشكل مباشر في الهجمات على القوات السورية. السؤال: ما الذي تغيّر في العلاقات بينكم وبين أردوغان، بين سورية وتركيا؟ فقبل عام 2011 كان أردوغان يسميكم الأخ، وكانت هناك صداقة عائلية بينكم.. ماذا تغير حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه؟

الرئيس الأسد:

المشكلة الحقيقية ترتبط بالسياسة الأمريكية في ذلك الوقت عندما قررت الولايات المتحدة، من وجهة نظرها، أن الحكومات العلمانية في المنطقة، لم تعد قادرة على تنفيذ المخططات المرسومة لها، وأنا هنا أتحدث عن الدول الحليفة للولايات المتحدة، ولا أتحدث عن دولة مثل سورية التي لم تكن حليفة لها، فقرّروا استبدال هذه الأنظمة بأنظمة إخوانية تستخدم الدين من أجل قيادة عامة الناس، وبالتالي تصبح الأمور أسهل بالنسبة للمخططات الأمريكية والغربية بشكل عام، وبدأت عملية التبديل عبر ما سُمي “الربيع العربي”. طبعاً الدولة الإخوانية الوحيدة الموجودة في ذلك الوقت هي الدولة التركية من خلال أردوغان نفسه، وانتمائه الإخواني. قبل هذه المرحلة كانت علاقاتنا جيدة في المجال السياسي، والاقتصادي، وحتى إنه كان هناك تعاون أمني وعسكري.. لم تكن هناك أي مشاكل بيننا وبين تركيا، لم نقم بأي عمل ضدهم.. لم ندعم أي قوى ضدهم.. كنا نعتقد بأنهم جيران وإخوة. لكن الانتماء الإخواني لأردوغان أقوى من كل هذا الكلام.. فهو عاد إلى انتمائه الأصلي، وبنى سياسته مع سورية بناءً على هذه الحالة.. أي الانتماء للإخوان المسلمين. والمعروف أن الإخوان هم أول مجموعة اعتمدت العنف واستخدام الدين من أجل الوصول إلى السلطة. الآن لو طرحنا سؤالاً، لماذا يموت الجنود الأتراك في سورية؟ ماهي القضية؟ ما هو الخلاف؟ لا توجد قضية.. حتى أردوغان غير قادر على أن يقول الآن للأتراك لماذا يرسل جيشه ليقاتل في سورية.. لأن القضية وحيدة، هي قضية إخوانية لا علاقة لها بالمصالح العليا التركية، وإنما لها علاقة بإيديولوجيا أردوغان، وبالتالي على الشعب التركي أن يموت فقط من أجل هذه القضية، لذلك هو لا يستطيع أن يشرح الآن للشعب التركي لماذا يُقتل جنوده في سورية.

 

السؤال الثاني:

هل هناك أمل في حصول تواصل بين تركيا وسورية بالتدريج.. على الأقل الآن بين العسكريين والاستخبارات، وفي المستقبل ربما الوصول إلى علاقات دبلوماسية؟

الرئيس الأسد:

سواءٌ نظرنا للقاءات المتعددة والكثيفة بين المسؤولين الروس والأتراك، أو اللقاءات المحدودة بين المسؤولين الأمنيين السوريين والأتراك مؤخراً خلال العامين الماضيين، بالرغم من العدوان التركي، كان هدفنا المشترك نحن وروسيا، هو أن نبعد تركيا عن النهج الذي سارت به ألا وهو دعم الإرهابيين، وأن نعيدها للمكان الطبيعي. لأنه بالنسبة لنا في سورية، وبالنسبة لكم، تركيا هي بلد جار، ومن الطبيعي أن تكون لديك علاقات سليمة مع الدولة الجارة.. من غير الطبيعي تحت أي عنوان، أو بسبب أي ظرف، أن تكون العلاقات سيئة. فإذاً سؤالك، هل من الممكن؟ طبعاً ممكن.. لكن لا يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة وأردوغان يدعم الإرهابيين.. لابد من التخلي عن دعم الإرهاب.. عندها تعود الأمور. لأن العداء غير موجود بين الشعبين.. العداء سببه أحداث سياسية، أو سياسات ترتبط بمصالح خاصة، أما على مستوى الوطن السوري وعلى مستوى الوطن التركي، فلا يوجد خلافات ولا توجد تناقضات، لذلك نعم، الجواب: لابد أن تعود هذه العلاقات طبيعية.

 

السؤال الثالث:

هل هذه هي رسالتكم إلى الشعب التركي بأنه لا توجد أي عداوة معه؟ هل فهمتكم بشكل صحيح؟

الرئيس الأسد:

طبعاً.. كنا نقول عنه شعب شقيق. والآن أنا أسأل الشعب التركي، ماهي قضيتكم مع سورية؟ وما القضية التي يستحق أن يموت من أجلها مواطن تركي؟ ما العمل العدائي الصغير أو الكبير الذي قامت به سورية تجاه تركيا خلال الحرب أو قبل الحرب؟ غير موجود على الإطلاق. هناك تزاوج، هناك عائلات مشتركة، هناك علاقة مصالح يومية بين سورية وتركيا، هناك في تركيا مجموعات أصلها عربي سوري، وهناك مجموعات في سورية أصلها تركي.. فهذا التداخل موجود عبر التاريخ، لذلك من غير المنطقي أن يكون هناك خلاف بيننا وبينهم.

السؤال الرابع:

سيادة الرئيس.. أنا أدرك أنني أتحدث مع رئيس دولة، ورغم ذلك لا يسعني إلا أن أسأل عن الجانب الإنساني، فهذا الشخص (أردوغان) صافحكم، وكان ضيفاً لديكم، واستقبلتموه، وسماكم أخاً وصديقاً، إلى ما هنالك.. الآن يسمح لنفسه بهذه الأقوال.. ما هو تأثير ذلك عليكم من الناحية العاطفية؟

الرئيس الأسد:

التقيت بشخصيات تنتمي للإخوان المسلمين من دول عديدة، هو واحد منهم من تركيا.. هناك من كان من مصر.. هناك من كان من فلسطين وغيرهم، الكل قام بالعمل نفسه، كان يقول كلاماً جميلاً جداً عن سورية أو عن علاقة شخصية معي، ولكن عندما تتغير الأمور هو ينقلب ضده؟؟ هؤلاء هم الإخوان المسلمون، لا توجد لديهم أخلاق سياسية ولا أخلاق اجتماعية ولا أخلاق دينية. بالنسبة لهم الدين ليس خيراً وإنما عنف.. هذا هو مبدؤهم، لذلك من الطبيعي أن يقوم أردوغان بما قام به طالما أنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. الانتهازية.. عدم الوضوح.. الكذب المستمر.. هذا جزء من طباعهم.

السؤال الخامس:

حربكم مستمرة منذ تسع سنوات، وهي أطول بمرتين من الحرب العالمية الثانية -الحرب الوطنية العظمى التي سنحيي قريباً الذكرى الـخامسة والسبعين للانتصار فيها، والتي هي بالنسبة لروسيا مناسبة مهمة جداً… ما هي القوة التي يختزنها الشعب السوري والتي تمكّنه من الحياة والانتصار وتجنبه اليأس؟ ما هو السر؟ هل هي قوة داخلية أم غير ذلك…؟ أم أن لديكم ببساطة أسلحة أفضل؟ 

الرئيس الأسد:

هناك عدة عوامل، خاصة أننا دولة صغرى، ولكن هذه العوامل هي التي تجعل منا دولة قوية في مثل هذه الحرب. أولاً، وهو أهم شيء: الوعي الوطني.. الوعي الشعبي.. لو لم يكن هناك وعي لدى الشعب السوري بأن ما يحصل هو نتيجة تآمر غربي على البلاد، لكانت سورية ربما ذهبت باتجاه الزوال أو التدمير بشكل سريع جداً. هذا الوعي الشعبي أدى لوحدة وطنية على اختلاف التوجهات. التوجهات السياسية قد تكون مختلفة.. الانتماءات الثقافية مختلفة.. الانتماءات الاجتماعية.. مختلف الشرائح.. عرقية، دينية، طائفية.. ولكن هذا الوعي جعلها كتلة واحدة مع الدولة في مواجهة الإرهاب، هذا عامل مهم جداً. العامل الثاني هو القدرة الأسطورية الموجودة لدى الشعب على التضحية، والتي رأيناها بشكل أساسي من خلال الجيش العربي السوري. بالأحوال العادية تعتقد أن هذه التضحيات موجودة في الأفلام أو في الروايات فقط.. الحقيقة هي كانت موجودة في كل معركة من المعارك. هذا ما حمى البلد.. بالإضافة إلى تضحيات الجيش، الشعب نفسه ضحّى.. فهو يعيش ظروفاً صعبة جداً.. قصف مستمر، حصار، وضع اقتصادي سيء، ومع ذلك فإن الشعب متمسك بوطنه. العامل الثالث هو القطاع العام الذي لعب دوراً مهماً في تماسك الدولة. لذلك في أسوأ الظروف استمرت الرواتب والمدارس والخدمات اليومية للمواطنين، وتم تقديم الخدمات ولو بالحد الأدنى، لكي تبقى الحياة مستمرة، يُضاف لهذه العوامل وقوف أصدقائنا معنا، وفي مقدمتهم روسيا وإيران.. وقفوا معنا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. كل هذه العوامل مع بعضها ساعدت على صمود سورية حتى اليوم.

 

السؤال السادس:

إن لم يكن لديكم اعتراض سأتوقف عند هذه العوامل لمزيد من التفاصيل، ونبدأ من فرادة المجتمع السوري.. ما ذكرتموه الآن عن تنوع ثقافته.. التسامح بين مختلف المجموعات العرقية الثقافية والدينية، حيث وجه الإرهابيون المتطرفون ضربة قوية جداً في هذه الخاصية السورية، بطرحهم مطالب وإيديولوجيا متطرفة. في الأمس كنا في مدينة دمشق القديمة، ولم نتصور كيف سيكون الوضع فيها لو ظهر علم الخلافة الأسود في دمشق.. الأمر الذي لا يمكن تخيله إلا بحالة رعب. إلى أي حد سورية جاهزة لأن تعيد بناء نفسها كدولة متعددة الثقافات.. متسامحة.. دولة علمانية، إلى ما هنالك؟

الرئيس الأسد:

ربما يبدو ما أقوله نوعاً من المبالغات، ولكنني بطبعي أتكلم كلاماً حقيقياً ولا أحب المبالغة… الحقيقة أن المجتمع السوري اليوم، من هذه الناحية، من ناحية التماسك، والاندماج الاجتماعي بين مختلف عناصره ومكوناته، هو أفضل منه قبل الحرب.. لسبب بسيط وهو أن الحرب هي درس مهم جداً لأي مجتمع.. درس في موضوع أن التطرف يدمّر، وأن عدم قبول الآخر خطير، فكانت النتيجة أن هذه المكونات بدأت تقترب من بعضها. فإذا ذهبت إلى المدينة القديمة أو إلى أي مكان من سورية، في المناطق التي تحت سيطرة الدولة، لن ترى هذه المشكلة على الإطلاق.. بالعكس هي أفضل من قبل. المشكلة هي في المناطق التي كانت خارج سيطرة الدولة، لذلك هذه النقطة بالذات.. أنا لست قلقاً منها، بغض النظر عن الرواية الغربية التي تُظهر أن الحرب في سورية هي حرب بين طوائف، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الحرب بين طوائف تعني أنك ستأتي اليوم إلى هذه المنطقة فسيكون هناك لون واحد، وفي منطقة أخرى لون آخر، وفي مكان آخر هناك لون ثالث ورابع.. هذا الكلام غير صحيح، أنت سترى كل ألوان سورية من دون استثناء في مناطق الدولة. فقط في مناطق الإرهابيين كانوا يبحثون ليس عن لون، وإنما جزء من لون وهو اللون المتطرف.. أقصى أقصى التطرف كان من الممكن أن يعيش معهم. حتى أنّ الكثير من الأهالي هربوا من مناطق الإرهابيين إلى مناطق الدولة. لذلك أنا لست قلقاً على هذه النقطة نهائياً، وإنما التحدي سيكون في المناطق التي احتلها الإرهابيون.

لمتابعة المقابلة كاملاً:

https://www.sana.sy/?p=1117979&fbclid=IwAR1HHXetz4_RXLihfQiN4NYywrsltbr7lzPsDVTfxrHyY1g-mr0MmbCDfHA

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=70020