وجهات نظر

البرلمان التركي.. جمرة تحت الرماد


الاعلام تايم _ خاص

ما هو الهدف من موت أي تركي على الأرض السورية؟ كيف لشعب بأكمله أن يُرسَل أبناؤه إلى دول الجوار على غير وجه حق لتزهق أرواحهم لأسباب تصب في مصلحة مسبب يقبع على عرشه متأبطاً شره ؟


ما هي الغاية التي تبرر وسيلة القتل ودعم القتلة والاعتداء على الغير ؟ وكيف يمكن للمتضرر من أولئك أن يسكت على كل تلك الجرائم؟


كل هذه الأسئلة تدور في أذهان الأتراك الذين وجدوا أنفسهم في ليلة ظلماء غاب قمرها في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وفجأة بدأت نعوش أبنائهم الذين ورطهم أردوغان في حربه الخاصة تتوافد من سورية وليبيا.


أشعلت غطرسة أردوغان برلمانه وشابكت أيادي نوابه ولكن بالقتال؛ عشرات البرلمانيين من حزب رئيس النظام التركي ومن أحزاب المعارضة دخلوا في عراك تدافعوا فيه وصعدوا فوق الطاولات ووجهوا اللكمات لبعضهم بعضاً، وبدوا طرفي حرب حقيقية، وكالة اسوشيتد برس الأميركية قالت إن الصدامات بدأت عندما اعتلى انجين أوزكوك من حزب الشعب الجمهوري المعارض المنصة لإلقاء كلمة، وهو قبلاً  انتقد أردوغان خلال مؤتمر صحفي وفي تغريدات على تويتر ووصفه بأنه "وضيع وغير جدير بالاحترام ومنعدم الأخلاق وغدار، ولا يتحلى بالمسؤولية، وأنه أرسل أبناء الشعب التركي للقتال على الجبهات في الوقت الذي يقصي أبناءه وذويه عن الالتحاق بالخدمة العسكرية".


أردوغان يبدع في التدخل بشؤون غيره تماما كما يبدع في الخسارة، وهذا واقع تركيا؛ فرئيس نظامها الإرهابي لم يشعل الحرب على حدوده فقط، بل تسبب بهزة داخلية قد تسبق الزلزال الكبير الذي يحاول وحزبه ومؤيديه منعه من الحصول، والتغطية على هزائمه المتلاحقة بمحاولة منع ذكرها، وكم الأفواه، وهو ما فعله تماماً عندما اعتقل مدير الأخبار في موقع "أودا تي في" (Odatv) باريش ترك أوغلو، بسبب تقرير عن تشييع جنازة أحد أفراد جهاز المخابرات التركية قتل في ليبيا، وكان تشييعه صامتاً دون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69991