وجهات نظر

عدو جدك ما بيودك


الاعلام تايم - افتتاحية

 

يريد العدو التركي أن يعيد إلى الأذهان حوادث غزو دول عربية قبل سنوات خلت، وهو جاد في اعتقاداته الساذجة تلك، ولكن كيف له أن "يغزو" دولة مجاورة مثل سورية؟

 

حدود تركيا الجنوبية الشرقية تعج بالجغرافيا السورية التي سلب منها العدو التركي أراضي قبل مئات السنين، وأطلق عليها أسماء بلغته التي ما تزال تدور كلماتها العفنة في أذهان السوريين، يحاول العدو التركي جاهداً مواصلة سياسته العثمانية المقيتة ويضع في حسبانه أراضي جديدة لسلخها وسلبها من حضن أمها، لكن كل محاولاته تصطدم بجدار منيع يبنيه الجيش العربي السوري منذ تسع سنوات، فأين الثرى من الثريا؟ وهل يستوي الغازي المعتدي داعم الإرهاب وممارسه مع المدافع عن أبنائه وعرضه وأرضه ووحدتها وسيادتها؟


تغيرت العلاقات التركية منذ توقيع اتفاق أضنة في العام 1998، وفيما شهدت عصراً من الحوار والتفاهم، تفاقمت أوضاعها وتعمقت الهوة بينها، بعد الحرب التي شنها الغرب على سورية، وكانت تركيا داعماً رئيسياً وأساسياً للإرهابيين خاصة في الشمال، وظهرت بمظهرها الحقيقي على قاعدة المثل الشعبي " عدو جدك ما بيودك"، وكشرت عن أنيابها لتغرسها في جسد الشمال، رامية كل الاتفاقات الدولية خاصة سوتشي وأستانا خلف ظهرها، متحدية التوازنات الدولية والإقليمية.. يحشد  العدو التركي قواته وعتاده ويدعم إرهابييه بمختلف أنواع الأسلحة، ينفذ هجمات ويستهدف طائرات ويقيم الدنيا على وسائل إعلامه ومن خلف الشاشات ولا يقعدها، يعد خسائر متخيلة ويضيف إليها آليات معطوبة ومدمرة ومواقع غير موجودة أساساً ليبث المعنويات في قلوب جنوده، وفي قلب داخله أيضاً الذي يبدو قاب قوسين من الانفجار، إذا ما استمرت النعوش بالتوافد من سورية وليبيا معاً.


التركي عدو يخالف كل المعايير والقوانين الدولية والإنسانية، فلا اعتداء أكبر من إزهاق أرواح من يدافعون عن بلادهم، ولا أعتى من دعم من يقتلون أبناءها، لكن عليه أن يعي الآتي: سورية لن تسقط، فهي الباقية الخالدة والعدو هو الطارئ الزائل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69841