أشار سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية خلال لقائه أمس الأحد كوادر الجهاز التربوي بمحافظة طرطوس إلى أهمية دور المعلمين بوصفهم حاملي رسالة وصانعي الإنسان وبناءة الأجيال في مرحلة تقف فيها سورية عند مفصل جديد في التاريخ صامدة في وجه مشروع تقسيمها ووفية لمكانتها كمهد للحضارات انصهرت فيه رسالات السماء.

ولفت الدكتور حسون إلى أن:" الخطاب التربوي أحوج ما يكون اليوم إلى أسلوب ومضمون يدعو إلى الحب ويعطي أبناءنا مناعة الأمة الواحدة في إنسانيتها والمتنوعة في فكرها والصوفية في قلبها بحيث يتشاركون في بناء بلدهم وتوحدهم المحن ولا تمزقهم الطوائفن مشيراً إلى أن الشعب السوري استطاع الصمود في وجه المؤامرة بفضل تكاتف أبنائه وتعاليهم عن الجراح واحتضان بعضهم بعضاً وإفشال ما خطط له أعداء سورية"، مبيناً أن أصحاب مشاريع التقسيم يحاولون إشعال الحروب الدينية والمذهبية وزرع بذور التقسيم، وصولاً إلى تورط بعض الدول في مقولات "بلدي أولاً" إلى جانب التفجيرات التي ارتكبها في عدد من دول العالم أفراد ينتمون أصلاً إلى بلدان مدعومة من الغرب فكراً وسياسة.

وأكد حسون خلال لقائه الكوادر الإدارية وممثلي النقابات المهنية في المحافظة أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الإداريين وأرباب العمل في استثمار جميع الطاقات والجهود للحفاظ على سير العمل واختيار الاكفأ ومواجهة الفساد الذي لا يقل جرماً بحق الوطن عن العمالة للخارج، لافتاً إلى أن سورية حققت في السنوات الأخيرة نهضة اقتصادية وتعليمية مهمة إلا أنها فوجئت بالهجمة الشرسة التي استهدفت اقتصادها وتسببت بظهور طبقية من شأنها تدمير القيم الاجتماعية والدينية.

الى ذلك أشار حسون في حفل تكريم لذوي 64 شهيداً من الطبقة العاملة أقامه اتحاد عمال طرطوس وندوة بعنوان "قراءة في المشهد السياسي السوري" إلى أن السوريين يكرمون شهداءهم في حزن لفراقهم وفرح في الوقت نفسه لصمود سورية.

من جهته بين محافظ طرطوس نزار اسماعيل موسى أن السوريين بأمس الحاجة إلى استعادة الروح الواحدة بجهود المعلمين من خلال تلاقيهم مع رجال الدين أصحاب الدعوة الوطنية الصادقة إلى جوهر الأديان في المحبة والتسامح والغفران.

ولفت أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد إلى أهمية إعادة العملية التربوية إلى مسارها الصحيح عبر عطاء غير محدود لما فيه خير الوطن والإنسان، وبين المستشار في رئاسة مجلس الوزراء الدكتور عبد القادر عزوز خلال الندوة أهمية مواساة ذوي الشهداء والوقوف إلى جانبهم.

بدوره أشار رئيس اتحاد العمال بالمحافظة علي اسماعيل إلى أن العمال لعبوا دوراً وطنياً في مجابهة الحرب لتدمير الدولة السورية فأصروا على متابعة العمل بقوة رغم التهديدات والأخطار لاستمرار عجلة الحياة اليومية وتأمين الخدمات والمستلزمات الضرورية للمواطنين.