تحقيقات وتقارير

نصر حلب.. بداية عودة الحياة إلى شرايين الاقتصاد الوطني


الإعلام تايم - لما محمود


عودة حلب ليست فقط إنجازاً ميدانياً عسكرياً وسياسياً فحسب، وإنما نصر تجاري وصناعي أيضاً، وخطوة مهمة على طريق التّعافي الاقتِصادي، وبداية قوية لعودة الحياة إلى شرايين الاقتِصاد الوطني، وإعطاء زخم كبير لمعركة إعادة الإعمار.


مدينة حلب العاصِمة الاقتصاديّة لسورية، عرفت واشتهرت بصناعاتها العريقة المعروفة منذ القدم كصناعات النسيج وحلج القطن وصناعة صابون الغار وصناعات زيت الزيتون والصناعات الغذائية، كما تشتهر بأنواع كثيرة من المنتجات والصناعات التقليدية، إضافة إلى الصناعات الحديثة المتطورة بكل أنواعها... وتعود أهمية حلب الاستراتيجية لكونها نقطة وصل رئيسة بين الشرق والغرب، وفضلا عن كون حلب نقطة التقاء حضاري وثقافي بين الشرق والغرب كانت أيضا ملتقى للقوافل التجارية ومفتاحا للمبادلات التجارية بين الطرفين.


حلب تشكل حوالي 35% من حجم الاقتصاد السوري


وللحديث عن أهمية عودة حلب لسيادة الدولة في المجال الاقتصادي، كان لموقع "الإعلام تايم" لقاء مع  الخبير الاقتصادي والاستشاري بالإدارة الاستراتيجية الدكتور ماهر سنجر، قائلاً: لا يمكن لأحد أن يستثني الأهمية الاقتصادية لحلب لكونها العاصمة الصناعية فالثقل الصناعي لحلب لا يلامس فقط الحدود الداخلية للجمهورية العربية السورية بل يتخطاه إلى المنطقة ككل، والنصر بحلب له أيضاً أبعاده الاقتصادية الواجب النظر إليها بتمعن والعمل الجدي لكسب معركة إعادة حلب صناعياً واقتصادياً إلى دورها المعهود، وهي كانت تشكل حوالي 35% من حجم الاقتصاد السوري والصناعة السورية وأكثر من /50%/ من انتاج الحبوب في سورية.


عودة حلب هي حالة استباقية لوأد بعض من نتائج العقوبات الأميركية الجائرة الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري وآخرها مايسمى "قيصر" في مهدها وإعادة المسار إلى ما كان عليه قبل الأزمة من توافر للمحاصيل الزراعية المنتجة محلياً لتغطية حاجة الاستهلاك المحلي على الأقل ومن تقليل لفاتورة المستوردات التي بلغت 6.3 مليارات يورو في العام الفائت مقابل زيادة في حجم الصادرات مستقبلاً.

 

عودة الطريق الدولي سيوفر على الصناعيين والتجار الكثير من الوقت والمال

كما أن لعودة الطريق الدولي أثرها من ناحية الربط بين مراكز الإنتاج المتمثلة في المصانع الحلبية وبين مناطق الاستهلاك والتصدير إلى الخارج كما أن الطريق الدولي المحرر سيرفع من حركة النقل والانتقال بين المحافظات وسيوفر على الصناعيين والتجار والمسافرين الكثير من الوقت والمال والعناء بديلاً عن الالتفاف لساعات.


الأهمية النسبية الكبيرة لعودة حلب بشكل كلي إلى الاقتصاد السوري تتطلب من الجميع الاستعداد العالي وخاصة من الفريق الاقتصادي لإعداد البرامج الاقتصادية الخاصة بإعادة البنى التحتية وتشجيع الصناعيين على العودة من خلال تسهيلات مصرفية حقيقة وإعفاءات ضريبية جادة وتسهيلات إدارية وإجراءات مرنة.


القوة الاقتصادية المنتجة في حلب ستسرع من رفع قوة الليرة السورية


لن تتوقف الاثار الاقتصادية للنصر في حلب على ما سبق بل سيكون لتعافي حلب والعودة إلى دورها أثر على اقتصاد دول الجوار وخاصة العراق الشقيق من ناحية تأمين احتياجاته ومتطلباته وستفتح عودة الصناعيين إليها مجدداً المساعي القانونية لاستعادة ما سرق من خطوط الإنتاج ووضع في المعامل التركية، وكما ستسرع القوة الاقتصادية المنتجة في حلب من رفع قوة الليرة السورية مقابل انهيار لليرة التركية مجدداً أمام باقي العملات الدولية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=69383