وجهات نظر

حلب .. فصل الخطاب


الاعلام تايم - افتتاحية

 

لا تبدو القلعة المتربعة على عرش المدينة متأثرة بما يجري حولها، فالأفعال الحركية لا تعنيها وهي الساكنة بحكمةٍ منذ بدئها، العارفة مآل الزمان حق المعرفة..  دهور وأزمان مرت من خلالها، ووجهها البسّام لم يتغير، أزمات وحروب وغبار ومكائد وكل ذلك لم يطفئ نور الحقيقة، حقيقة أن حلب بيضاء كبائها، فتية مهما تقدمت بها السنون، أبدية كموضع النور، تجمع ما تشتت من الزمان في مكان واحد.

 

كانت حلب في الأمس القريب في مرمى العداء لتاريخها، وكان المتربصون يتحينون الفرص، أتعبوها بنيران غدرهم، واحمر خداها من دماء الأبناء، لكنها بقيت ساكنة بيقين الواثق، والآن يوم حلب ليس كأمسها، وهي التي ضربت بيدين خضراوين دفاعات الإرهابيين المشيدة منذ سنوات، حتى انهار ما كان يعتبرونه خط دفاع يمتد من ريف إدلب الجنوبي الشرقي، إلى أرياف حلب الجنوبية الغربية والشمالية الغربية، في يومين استطاع الجيش العربي السوري سد ثغرة حلب الشمالية الغربية، ولم يتبق في محيط المدينة أي خطر محدق، وها هي ولأول مرة منذ بدء الحرب آمنة تماماً.


حلب فصل الخطاب، تاريخ جديد وتحول استراتيجي هام في مسار الحرب على سورية، حلب ثم إدلب الخضراء والتي تراجع الإرهابيون فيها إلى حيث حددت لهم تركيا خط دفاع ثانياً، قد يكون الأخير قبل الحدود السورية – التركية، ثم كل شبر من أرض سورية تماماً كما وعد رجال الجيش العربي السوري.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69276