وجهات نظر

نهاية لعبة"الثورجية" وأحلام سلطان"الدولة العلية"

طارق ابراهيم


الاعلام تايم _ مقالات


كانوا يقولون "إذا جنّ ربعك عقلك ما عاد ينفعك".. إلا أن "امرأة" -بألف رجل- ساقها القدر لبرنامج(مسابقات) على فضائية معادية لسورية، شذت عن "المثل" واتسمت بالهدوء والاتزان وهي تحاور كل من كالوها الشتائم.. تقريباً كل من حضر البرنامج على الفضائية المغمورة صغروا أم كبروا.. مصادفة جعلت تلك المرأة الحلبية في "عش الدبابير" أذهلتهم كلماتها.. الناطق باسم الشعب السوري على تلك الفضائية مذيع مصري"إخونجي" أصابه الذهول.. كلما نطقت المرأة بكلمة.. يرغد ويزبد.. ويقيم الدنيا ولا يقعدها في الاستديو..


طبعاً هذا كله قبل أن ينبري لمناظرتها قادة الرأي في مايسمى "المعارضة".. الذين ضاع تصنع اتزانهم في غياهب الظلمة التي رمتهم بها تلك المرأة، تقول لهم إن كانت "ثورتكم سلمية" فكيف وصلتكم أحدث أنواع الأسلحة.. وكيف في عشية وضحاها اجتمعت مئات الدول على مائدة واحدة لنصرتكم.. وكيف أصبح عراب "ثورتكم" ومبرمج خطواتها وقائدها المفكر الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي..  ولماذا وهبكم أمراء وملوك الخليج عائدات نفطهم الذي استحال لخنجر في صدور من يقول لا لمخططات واشنطن وربيبتها إسرائيل.. لما وعدوكم بالنصر بكل ما أوتوا من نفط وكنوز ومرتزقة؟


وتتابع السيدة -عيونها من يتحدث-.. وكيف انتظمت مئات لا بل آلاف الفضائيات في العالم لتتحدث عن "مظلمتكم"؟.. وكيف هب أصحاب اللحى على منابر الرحمة للدعوة الى "الجهاد" في الشام؟.. حتى وصل غلمانكم الى حدود فلسطين المحتلة، وكان جهادكم أولى، لكن رسائلكم التي وصلت"العالم كله في خطر الا تل أبيب" جعلهم يطمئنون لـ"حسن جيرتكم".. 
أفتونا.. ما علاقة تدمير الأبنية وإحراق الوثائق الرسمية وهدم تراث يسعى الإسرائيليون لمحو أثره من ذاكرة التاريخ.. من ذاكرة الشعوب، وهو الشاهد على حضارة عمرها آلاف السنين؟.. لماذا انهالت ضربات فؤوسكم عليها.. لماذا اخترعتم "جهاد النكاح".. أليس من أجل استقطاب "مدمني الجنس" من كل أنحاء العالم.. لماذا اغتصبتم باسم الله.. وذبحتم باسم بالله.. ودمرتم وسرقتم ونهبتم باسم الله.. والله براء مما تصنعون.


"جهادكم يا سادة"!!.. كان في خدمة إسرائيل ولا مشكلة لديكم في ذلك.. ولا مشكلة في أن يكون مصيركم كالخائن اللبناني "أنطوان لحد"، عندما انتهى به المطاف "بائع فلافل" في شوارع "تل أبيب".


"جهادكم يا سادة"!!.. جاء لتمكين "صفقة القرن".. أليس أولئك الذين استصرختموهم بالأمس وما زلتم، هم من نسجوا تلك الصفقة؟


من أعطاكم الحق لتأتوا بشذاذ الآفاق من كل حدب وصوب، ينتهكون حرماتنا ويفسدون الحرث والنسل؟.. من أمنكم على قوتنا.. من أعطاكم الحق لتسودوا فينا وأنتم عبيد أذلة تقتاتون وتساقون الى حظائركم.. تلعقون أحذية السلطان وصاحب الجلالة وسمو الأمير، كل ما خرجتم لتعتلوا منصة التمثيل لشعب ذاق ثمن خيانتكم وتواطؤكم؟


"ياسادة"!!.. هل استطعتم إقناع أبو قتادة أن فرش نسائكم محرمة عليه.. عندما أقنعتموه أن "جهاد النكاح" مباح حتى في فرشكم.. هل مازلتم على عهود من باعوكم في "سوق النخاسة الدولي" آلاف المرات وبالعبارات الصريحة يقولون إنكم لا تصلحون حتى أحذية في أقدامهم أو دواباً لأحمالهم.. بئس المثل يضرب بكم لقد كنتم بحق "حماراً يحمل أسفاراً".. فمن مؤتمراتكم ولدت الصفقات وآلاف المؤامرات السرية والعلنية.


بيني غانتس رئيس أركان الاحتلال السابق والمنافس لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال في صفحته "هل تعلمون معشر العرب إننا مسيطرون عليكم من كل الاتجاهات والنواحي، قبل مدة سيطرنا عليكم بعملية "الربيع العربي"، أين جيش محمد الذين تتكلمون عنه وتتوعدون به دولة "إسرائيل العظمى".. "الشعب الإسرائيلي" سيحكم العالم في يوم من الأيام وسوف ترون يا عرب يا إرهابيين".


هل شاهدتم كيف أن كلام غانتس طُبق حرفياً في مؤتمر وارسو في شباط الماضي ومؤتمر المنامة في حزيران الماضي، والمنجز الوحيد هو حل شيفرة اللقاءات السرية بين العرب وإسرائيل لتصبح علانية، والكلام عن حلف عربي إسرائيلي ومعاهدة عدم اعتداء و"صفقة قرن" وما خفي أعظم!!


نؤكد لكم أنكم والانكسار صنوان.. فـ"حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب.. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة". .."كما حررنا تدمر وكثيرا من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم ولا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سورية ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل". هي رسائل دمشق منذ سنوات وقافلة "أهل البيعة" على العهد، جحافلها بسرعة الضوء وبنوره تبدد ظلام عصور"الدولة العلية".. هل لاحظتم كيف تفر بضاعتها، تتوسل أن تعود سيرتها الأولى.


حلب فقأت عين "السلطان العثماني" هذا اللاعب على الحبال.. لا يتعظ بعبر تاريخ أجداده عندما خرجوا صاغرين، وادلب لن تبقي له عين أخرى.. سيسقط قريبًا.. قالتها "واشنطن بوست" الأميركية.. في ذات مرة قلنا إنه الثعلب العثماني، ولكن ليس أخطر من مكر الثعالب ببعضها.. فـ"الثعلب الأميركي الأشقر" فتك بالعثماني.. حق لك أيها الاردوغان فأنت تدافع عن أرض أجدادك.. لا أحد يتكهن بأي غباء يفكر ذلك السلطان، فقط يريد قطعة أرض سورية، امنحونا تلك القطعة وسنصفق أكثر من المصفقين للصفقة..


إنه "إمام الواعظين".. بـ"عنترياته التي ما قتلت ذبابة".. يستصرخ المنظمات الإنسانية والعسكرية وكل من دعم و"هلل" و"كبر" في العالم لحماية أطفاله في ادلب.. يستصرخ "الناتو".. يستصرخ بوتين "أطفال ادلب سيدي "القيصر" ليس لهم الا نحن.. لقد تخلّى الله عنهم.. أطفال ادلب يستصرخون "ضمائرنا" التي قتلت أطفال دمشق وحلب واللاذقية.. ضمائرنا التي لا يعذبها الا خروج الجيش العربي السوري بنصر مبين.. ماذا نفعل بمئات آلاف الاطفال الذين استجلبناهم الى سورية وعلمناهم ودربناهم كيف يفتكون؟ وكيف يقتلون؟ وكيف يأكلون الاكباد؟ وكيف يذبحون بدم بارد؟ .. هؤلاء بحاجة الى حمايتنا وإلا لن يسامحنا التاريخ.. حُرمنا إمامة الصلاة بأطفالنا في أموي دمشق وأموي حلب وأموي معرة النعمان.. فأين المفر؟


إدلب خاتمة الخواتيم .. "أم المعارك"..  فلا دهاء السلطان ولا أي قوة في الأرض، تمنع مسير قافلة "أهل البيعة" الذين تعاهدوا وأقسموا على أن تعود ادلب ووثائقها لتكشف زيف أصحاب المشاريع التآمرية على تاريخنا.. على حضارتنا.. على زيتوننا.. على خبزنا.. على نفطنا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69139