تحقيقات وتقارير

شبح ارتفاع الأسعار يلتهم ما تبقى في جيوب السوريين


الاعلام تايم - نسرين ترك

 

موجة غلاء إثر أخرى يجتازها السوريون  وشبح ارتفاع الأسعار يخيم على حياتهم،  يعيشون أيامهم على "أمل" يسيرون نحوه بخطى مثقلة بأعباء الحياة المعيشية الصعبة.


يقف "أبو أحمد" أمام بسطة الخضار والفواكه ليعاين أسعارها، يخرج كل  ما تحتويه جيوبه من نقود، ليتأكد بحسبة بسيطة أنها لا تكفي لشراء حاجته الأساسية من الخضار.. يكتفي بانتقاء حبات قليلة من البندورة، وكيلو بطاطا وربطة خبز..


بابتسامة متعبة يبدأ أبو أحمد حديثه بالقول: " الحمدلله على كل شيء"، ويتابع :"رغم كل سنوات الحرب القاسية التي عشناها لم نشعر يوماً بهذا الغلاء، الأسعار أصبحت جنونية في أقل من شهر، بلدنا دائماً كانت بلد الخير، سورية كانت أم الفقير، هذه الأيام نعيش حرب من نوع آخر وبالكاد أستطيع تأمين الحدّ الأدنى من أساسيات المعيشة".


يختصر أبو أحمد حال الكثير من السوريين الذين باتوا يعيشون أيامهم على وقع موجات الغلاء.


الكثيرون أوجدوا نظاماً لمواجهة لهيب الأسعار، "أم رامي" قررت اتباع نظام أسمته "شدّ الأحزمة"، تقول: " أصبحنا نقتصد في كل مجالات الحياة، في الطعام والشراب وشراء الملابس فالوضع صعب جداً على الجميع، لكن الاقتصاد والتقشف أسهل من حاجة الآخرين والوقوع في أزمة الديون".


السورية للتجارة ملجأ آمن من تخبط الأسعار


تشهد الأسواق السورية تفاوتاً واضحاً في الأسعار لكافة السلع والمواد، تقصد "أم أمجد" وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال المؤسسة السورية للتجارة بشكل دائم لشراء احتياجاتها الغذائية، تقول: "الأسعار هنا مناسبة إلى حد ما وموثوقة، الأسعار في المحلات التجارية الخاصة تختلف من تاجر لآخر بشكل كبير دون رقيب أو حسيب، فالتجار يسعرون على مزاجهم الخاص وكل يوم تسعيرة جديدة".


المبادرات الشعبية قصيرة المدى وشكلية


الكثير من المبادرات الشعبية على امتداد الأراضي السورية لاقت تفاعلاً لافتاً من السوريين لدعم الليرة السورية، وتحت شعار "ليرتنا عزنا" رأينا سوريين يسعون بمبادرات فردية لمساعدة بعضهم البعض..  ليشيع مناخ إيجابي، إلاّ أنّ هذه المبادرات انتهت بعد أيام قليلة ليعود السوريون إلى مواجهة واقعهم المعيشي الصعب، بعيداً عن أية حلول اقتصادية  واقعية طويلة الأمد.


في مواجهة الغلاء


"ويل لأمة تأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر، وتلبس مما لا تنسج".. بهذه الكلمات اختصر جبران خليل جبران حال كل أمة لا تعتمد على صناعتها وزراعتها لتعزيز اقتصادها والنهوض به.. والسوريون اليوم في أشدّ الحاجة للعودة إلى الاعتماد على الذات لتحصين وتحسين اقتصادنا ورفع مستوى المعيشة، من خلال تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=69124