نافذة على الصحافة

غربال الإعلام تايم.. "تفحيط" إردوغان


الاعلام تايم - مواقع

 

كل الدروب تؤدي إلى إدلب، رغم كل العواصف التي تثار حولها والمحملة بأتربة التهديدات التركية، ورغم ممارسة إرودغان التفحيط العسكري والسياسي في محاولة لحصد مكاسب قبل النهاية التي يعيها تماماً، لكن محاولاته تصطدم دائماً بمَزلَقاتٍ سوريّة تضعه في مكانه المناسب، فلطالما كان ورقة لعب في أيادي أصحاب النفوذ الأكبر يترامون بها كلما اقتضت الضرورة، ومع ذلك يحاول أن يصنع هالة لنفسه تقيه المنعطفات والتغيرات وتحميه أمام أنصاره.


أقصى آمال إردوغان في الوقت الراهن ليّ ذراع سورية، والضغط حتى الرمق الأخير لتحصيل أي مكسب كان، لكن اللاعب الروسي يجيد انتقاء اللحظات المناسبة لرمي أوراقه خاصة وقت غضبه، وبحسب الكاتب والمحلل عبد الباري عطوان فإن الرئيس بوتين في قمة ذاك الغضب حالياً بسبب رفض الجانب التركي اللقاءات على مستوى المسؤولين لإحياء اتفاق أضنة من جديد، وقال إن أردوغان أضاع فرصةً ذهبية أخرى برفضه مبادرة الوساطة التي عرضتها إيران على لسان وزير خارجيتها لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية التركية عبر المفاوضات، بينما رأى محمد نور الدين في جريدة "الأخبار" اللبنانية أن رئيس النظام التركي، يواجه مأزقاً حقيقياً في إدلب تحديداً، وفي سورية عموماً، وما إبقاؤه إدلب ضمن نطاق الخارج على الدولة السورية إلا ورقة مساومة في مباحثات اللجنة الدستورية، أملاً بأن يحقّق من خلالها مكاسب في الصيغة المستقبلية لسورية، صحيفة الأخبار نشرت أيضاً نقلاً عن مصدر دولي وصفته بالمطلع أن بيد موسكو أوراقاً هامة لابتزاز الورقة أنقرة خاصة تلك المتعلقة بالأكراد في المنطقة الشمالية، وتهديدها برعاية اتفاق سوري - كردي يضر بمصالحها إذا تابعت تركيا تصعيدها في إدلب، ويوافق على ذلك بحسب الصحيفة مصدر دبلوماسي سوري وصفته بالمطّلع أيضاً يرى أن إعلان موافقة دمشق على إطلاق حوار مباشر مع القوى الكردية استعجله الروس، ليكون رسالة لأنقرة.


وبالمقابل فإن موسكو لم تكتف بذلك بل تواصل تصريحاتها المنددة بالسياسة التركية تجاه سورية، حيث أعلن مدير قسم المنظمات الدولية في الخارجية الروسية بيوتر إيليتشوف أن بلاده لا يمكنها الوقوف مكتوفة اليدين أمام ما يحدث فيما سماه "مرجل إدلب"، حيث يقصف الإرهابيون يومياً مواقع الجيش السوري والمدنيين على حد سواء، وأكد أن احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، كانت من ضمن بنود المذكرة حول إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب، كما نصت المذكرة أيضاً على أن الاتفاقية حول منطقة إدلب مؤقتة.


تركيا بلا شك لم تحترم التزاماتها الدولية ولم تمارس سطوتها على مرتزقتها ومجموعاتها التي تبدو في بعضها خارجة من تحت جناحها، وتواصل استهداف المدنيين، وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميترى بيسكوف إن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة ويجب عدم السماح باستمرارها، وأعرب عن قلق الكرملين البالغ إزاء ما يقوم به الإرهابيون في إدلب، حيث يشعرون منذ فترة طويلة بحرية تامة إلى جانب أنهم ينفذون الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت الروسية على حد سواء، وكل ذلك تحت رعاية النظام التركي .. موقع "بانتيون سبرافوداي" السلوفاكي قال إن التدخل العسكري للنظام التركي في سورية، يهدف إلى تقديم الدعم للإرهابيين الذين يتلقون الهزائم أمام الجيش العربي السوري، وقال الموقع: إن القوات التركية والتي وصفها بالمحتلة تعمل على حماية المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة من الجيش العربي السوري الذي يدافع عن بلاده ويحمي مواطنيه من طاعون الإرهاب الذي يتركز الآن في إدلب، وما يفعله النظام التركي هناك يشكل تدخلاً عسكرياً سافراً وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وهو ما أكده اوزكور آوزال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض الذي وصف إردوغان بالكاذب والمتورط بدعم التنظيمات الإرهابية في سورية، فهو يخفي الحقيقة عن الشعب التركي فيما يتعلق بتورطه في إدلب وفيها العشرات من الإرهابيين.


حقيقة إردوغان تلك تسري على لسان المتابعين لسير الأحداث في سورية؛ صحيفة الخليج قالت في افتتاحيتها : فيما كان الجيش السوري يتقدم سريعاً في أكثر من محور، والمجموعات الإرهابية تتقهقر وتنسحب من مواقعها، تعمد أردوغان إرسال أرتال من الدبابات والآليات عبر الحدود السورية في محاولة منه لتخويف روسيا ودمشق معاً، وفي الوقت نفسه تطلب أنقرة إجراء محادثات عسكرية مع موسكو لتجنب المواجهة، وتابعت : موسكو أرسلت وفداً عسكرياً رفيعاً إلى أنقرة أجرى مباحثات على مدى ثلاثة أيام لم تحقق أية نتيجة، ثم طلبت أنقرة عقد قمة روسية - تركية، فكان رد الكرملين أنْ ليس على جدول أعمال بوتين مثل هذا الاجتماع، وأضافت: أرادت موسكو أن تقول لأردوغان؛ إن من صعد على الشجرة عليه أن يبحث عن سلم في مكان آخر غير الكرملين.


صحيفة الدستور الأردنية أشارت في مقال للكاتب محمد سلامة إلى أن إردوغان فشل في المرة الأولى ، ونجح في المراوغة وإعادة اللعب دولياً وعاد من جديد عبر البوابة الروسية للعب في الساحة السورية ويدرك أن إيران وروسيا والصين ضده وأن أمريكا تريد توريطه ثانية لأهداف معروفة وهذه المرة سوف يخسر في سورية ولن يحقق أحلامه المريضة لا في سورية ولا في غيرها، فحالة الهيجان التركي ستتوقف بمجرد بدء المواجهات مع الجيش السوري وحلفائه، وما رفضه التعاطي مع مشروع الوفد العسكري الروسي إلا لانتزاع المزيد من التنازلات، سلامة ختم قائلاً : ليس أمام إردوغان سوى قبول الوساطة الإيرانية أو لقاء الرئيس بوتين قبل نهاية الشهر الجاري وقبول ما يقدم له، وغير ذلك فإنه سيقع في شر هيجانه الأعمى.


صحيفة أوراسيا ديلي الروسية نشرت مقالاً حول الدلائل الموثّقة التي تؤكد دعم الجيش التركي لإرهابيي جبهة النصرة، وتحضير أنقرة لعملية عسكرية كبيرة في سورية، وقالت إنه على مدار الأسبوعين الماضيين ضاعفت تركيا قوتها في محافظة إدلب وتواصل تعزيزها، وأوضحت أن القوات التركية تعمل في الواقع عن كثب مع إرهابيي جماعة "هيئة تحرير الشام"، الذين يستخدمون ناقلات الجنود المدرعة التركية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=69080