وجهات نظر

أحلام متنقلة

جمال ظريفة


الاعلام تايم - تشرين

 

على مرّ التاريخ، ومنطقة الشرق الأوسط محور المؤامرات وهدف الغزوات ودائماً تقع في عين العاصفة لاسيما في العصر الحديث بعدما تمّ زرع كيان الاحتلال الإسرائيلي وسط هذه المنطقة، فها هو المحتل الأمريكي يسطو على حقول النفط في سورية بعدما سيطر على جميع حقول النفط في معظم دول الخليج ولكن هناك عبر أنظمة عميلة تأتمر بأمره وتنفذ كل مخططاته الاستعمارية.


المحاولات الأمريكية للسيطرة على ثروات المنطقة تأخذ أشكالاً متعددة منها الاحتلال المباشر ونشر القوات العسكرية وصولاً إلى نسج المؤامرات وتنفيذ الاغتيالات إلى أن وصلت إلى ما سموه مجازاً الجيل الخامس من الحروب وهو الحرب الاقتصادية عبر فرض العقوبات الاقتصادية، هذه الحرب لا تكلف أموالاً ولا خسائر مادية أو بشرية، كما تفعل هذه الإدارة المتصهينة الحالية بحق سورية، حيث فرضت على الشعب السوري حصاراً اقتصادياً وحشياً وصل إلى حد «الخنق» في محاولة لـ«تركيعه وإذعانه» لمخططاتهم الاستعمارية.


أردوغان الجار سيئ الصيت من جهته حاول أيضاً تنفيذ أجندة الأمريكي وتماهى معها بغية أخذ نصيبه من الكعكة المأمولة والتي لم يستطع أخذ شيء سوى بضعة معامل من حلب وبعض صهاريج النفط قبل أن ينقض المحتل الأمريكي على حقول النفط السورية.


أردوغان لم يتخل عن أحلامه السلطانية رغم فشله بتحقيقها في سورية لذلك نقل أحلامه إلى ليبيا لإقامة سلطانه الخرافي المزعوم باستخدام أدوات إرهابية رخيصة، مستنداً إلى التيار «الإخواني» والانفلات الأمني في ليبيا وتنافس التنظيمات الإرهابية ومن ورائها الدول الداعمة للإرهاب هناك على الثروات الوطنية الليبية.


مرامي أردوغان وأحلامه المتنقلة بإقامة سلطنة عثمانية جديدة ستبوء بالفشل في ليبيا كما فشلت في سورية وذهبت أدراج الرياح بفضل وعي الشعب السوري وصموده وقوة جيشه في تصديه للإرهاب، كما ستذهب أحلام الرئيس الأمريكي و«دولته العميقة» ومن ورائها كيان الاحتلال الإسرائيلي في «تركيع وخنق» الشعب السوري اقتصادياً وكما قاوم هذا الشعب الإرهاب لتسع سنوات، فإن هذا الشعب سيقاوم وينتصر على الحصار والمعاناة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=68033