نافذة على الصحافة

ليبيا في عين الصحافة.. هل تنتهي الأزمة وما علاقتها بإدلب؟


الاعلام تايم _ صحف

أكدت صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية في افتتاحيتها أنّ السّيناريو السوري يتكرّر في ليبيا وبنفس الوجوه تقريباً، ومن أجل مكاسب اقتصاديّة، النّفط والغاز وعُقود صفقات إعادة الإعمار للبُنى التحتيّة هو جوهرها، ومصالح الشّعب الليبي تحتل ذيْل أولويّات الجهات المُتصارعة، والدوليّة منها خاصّةً.


ورأت الصحيفة، أن تزامن إعلان وقف إطلاق النّار في كُل من إدلب السوريّة وطرابلس الليبيّة يُوحِي، بل يُؤكِّد، مسألة الرّبط المذكورة آنفًا، ولا نُبالغ إذا قُلنا إنّ كُل ما قيل عن المُقايضة الروسيّة التركيّة التي جرى التوصّل إليها في المُكالمة الهاتفيّة الأربعاء الماضي بين بوتين وأردوغان وأدّت إلى التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النّار صحيح.


وختمت الصحيفة بالقول، العُنوان الأبرز لهذه المُقايضة هو تقديم السّلم المطلوب للرئيس التركي للنّزول عن شجرة إدلب العالية جدّاً التي صعد إليها ولا يعرف كيف النّزول، ونحنُ نتحدّث هُنا عن توفير ممر خُروج جويّ آمن للمُسلّحين المُتطرّفين الذين يسيطرون على قلب مدنية إدلب، ومن مُقاتلي هيئة تحرير الشام (النّصرة سابقًا) إلى طرابلس الغرب للقِتال إلى جانب زُملائهم السّلفيين الذين يُشَكِّلون العمود الفِقري لميليشيا رئيس حكومة الوفاق الليبية فائزالسراج وحُكومته، وبدون تذكرة عودة، تمامًا مِثل اتّفاقات الخُروج من شرق حلب، والغوطة.


وفي نفس الصحيفة " رأي اليوم"، نشر تحليل حول ما اعتبرته رضوخ الجنرال خليفة حفتر في ليبيا لاتفاق الرئيسين اردوغان وبوتين حول وقف إطلاق النار بدءا من الاحد 12 كانون ثاني. ورأت الصحيفة أن تحركات اردوغان وفريقه، والتي خدمها التوقيت جاءت لمصلحة الملف الليبي، خصوصا بعد التحليلات التي تؤكد ان “مقايضة” حصلت فعلا بين رئيس انقرة ونظيره الروسي بعنوان “ادلب مقابل طرابلس” في زيارة حملت الكثير من الدلالات لقيصر الكرملين الى إسطنبول الأسبوع الماضي والتي دشّن بها الرئيسان خط الغاز الروسي.


واضافت، في المراقبة، وبعد سلسلة تقارير تتحدث عن نقل عدد من "المقاتلين السوريين" المدعومين من تركيا الى مواقع الجيش التركي في ليبيا، يبدو عمليا أن القرار اتخذ فعلا بترك تركيا لادلب لتواجه مصيرا تحدده روسيا مع الحكومة السورية، مقابل ان تحظى انقرة بالغطاء الروسي لدعمها السراج، وبالتالي وبالضرورة يبقى حفتر في العراء.


وفي نفس السياق المتعلق بالملف الليبي اعتبر بوراك بكديل في موقع غيت ستون إنستيتيوت الأمريكي أنّ أجندة تركيا الإسلامية مآلها الفشل في ليبيا، ولكنْ إلى أنْ يدرك أردوغان ذلك، قد يكون فات عليه أوان الخروج من مدار موسكو.


وأضاف الكاتب أنّ فشل خطة أردوغان في سورية أدى إلى تكبيده اضطراباً سياسياً مشوباً بالعنف على جانبي الحدود مع سورية، فضلاً عن إهدار مليارات الدولارات على ما يزيد عن 4 ملايين من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا.


ورأى الكاتب أنّ أردوغان يهدف من خلال دعمه لحكومة الوفاق في ليبيا إلى الحدّ من عزلة تركيا في المنطقة، كما أنّه يهدف إلى محاربة أي تعاون استراتيجي بين قبرص واليونان ومصر وإسرائيل، بما فيه مبادرات دبلوماسية وعسكرية مشتركة، وتعاون في مجال الطاقة أيضاً، فضلاً عن ملء الفراغ الأوروبي في ليبيا. ولفت الكاتب إلى أنّ أردوغان دعم حكومة الإخوان المسلمين الفاشلة في مصر في عام 2012 واستعدى بشدّة السيسي الرئيس الحالي – وزير الدفاع في حينه، ومنذ فشل جهوده في سورية ومصر، وجدت طموحاته الإسلامية مسرحاً جديداً للحرب بالوكالة في ليبيا التي تشكل ساحة أخرى خطيرة لحرب بالوكالة بالنسبة لتركيا التي ستصبح اتفاقياتها الأخيرة مع حكومة السراج لاغية وباطلة إذا انتهت الحرب الأهلية الليبية بانتصار الجنرال حفتر.


كما تساءلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن إمكانية نجاح الضغوط الروسية الألمانية في وقف إطلاق النار في ليبيا وحل الأزمة المستعرة هناك منذ سنوات. وقالت إنّ فلاديمير بوتين وأنجيلا ميركل وجّها نداءً مشتركاً لوقف إطلاق النار في ليبيا قبل ساعات من بدء سريان الهدنة التي قامت بها روسيا، وسط محاولة في اللحظة الأخيرة لإقناع ميليشيا تدعمها موسكو بالامتثال. وشددت على أنّ الصراع تحول إلى حرب وكالة بالغة التعقيد، رغم الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على الأسلحة منذ فترة طويلة. وأشارت إلى أنّ الرئيسان بوتين وأردوغان وافقا بشكل مشترك على وقف إطلاق النار هذا الأسبوع لإيقاف النزاع، مضيفة أنّ حكومة طرابلس وافقت على الهدنة لكن الجنرال حفتر لم يوافق. ورأت أنّ الوضع في ليبيا أصبح بؤرة للقلق الأوروبي بشأن الهجرة، وطموحات روسيا المتوسطية المتنامية وتأكيد تركيا الإقليمي المتزايد.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=67813