وجهات نظر

المناضل المقت يعانق الحرية

وضاح عيسى


الاعلام تايم - تشرين


بعد عقود ثلاثة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بما حملت من مظالم وممارسات قاسية بحقه وبحق جميع الأسرى العرب، يعانق عميد الأسرى السوريين صدقي المقت حريته التي رسم ملامحها ولونها بكل معاني الشرف والنضال وثوابت المقاومة في مقدمتها، ويعلن انتصاره على قوى البغي والطغيان في معركة المواجهة مع كيان الاحتلال الصهيوني ومن معتقلاته المظلمة.


«العميد» المقت محررٌ بين أهله وأحبته في مسقط رأسه بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل منتصراً ضمن قواعد المبادئ والثوابت التي تعزز انتماءه لوطنه الأم وتمسكه بالهوية العربية السورية وحقه بالحياة في بلدته، بعد رفضه حرية منقوصة ومشروطة من قبل الاحتلال الصهيوني بإبعاده عن الجولان المحتل الذي هو جزء غالٍ من سورية، وهاهو اليوم يعود للجولان منتصراً، وليؤكد تشبّثه بالأرض وبقاءه فيها إلى جانب إخوته المناضلين، ليكونوا شوكة في حلق كيان الاحتلال الغاصب للأرض والحقوق، ويشعلوا جذوة النضال لاستكمال تحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة.


لاشك في أن ممارسات كيان الاحتلال بإفراغ الأراضي العربية من أهلها، وإبعاد المقاومين بشكل قسري ليست جديدة، وهي معروفة الأهداف وغير قانونية وجريمة حرب يحاسب عليها كيان الاحتلال باعتبارها تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة، لكن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً لوقف ممارسات «إسرائيل» العدوانية البغيضة بحق أهلنا في الأراضي المحتلة وبحق الأسرى العرب في معتقلاتها، ولم يعمل على إطلاق سراحهم، بل تركهم يخوضون معركتهم وحيدين في سجون الاحتلال، ولكن بفضل تشابكهم بنضالهم وتمسكهم بثوابتهم وإرادتهم أفشلوا الأهداف الصهيونية، وسينتصرون.


موقف المقت ونضاله في سجون الاحتلال أوصله بيقينه إلى معانقة الحرية، وإلى استمرار حمل شعلة النضال لمواجهة الاحتلال من أرض الجولان السوري المحتل ومع أهله نظراً لطبيعة الاشتباك مع العدو الصهيوني في توقيت حرج يتطلب كامل الوعي لصدّ مخططات الاحتلال في إبعاد المناضلين المؤثرين وتقييد دورهم وحضورهم الكبير في إيجاد بيئة خصبة للمقاومة بكل معانيها، ولاسيما أن سلطات الاحتلال تعمل ما في وسعها لإخراج «العميد» المقت من دائرة الاشتباك وساحة المواجهة لمعرفتها بما يملك من مواصفات خاصة لها تأثيرها في أرض الجولان المحتل، ستشكل قلقاً وخوفاً لدى الاحتلال، وهذا ما رفضه الأسير المقت وظل متمسكاً بموقفه حتى نال بنضاله وإصراره ما أراد برغم أنف العدو.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=67729