نافذة على الصحافة

الإعلام الأمريكي يمارس سياسة التخويف للعراقيين من تداعيات الانسحاب الأمريكي


الاعلام تايم - مواقع

 

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات قريباً من توقيع عقوبات ضد العراق على خلفية الأزمة بين الجانبين بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في هذا البلد العربي.

 

وقالت إن ثلاثة مسؤولين في إدارة الرئيس ترامب بصدد صياغة نص عقوبات محتملة ضد العراق في حال طرد القوت الأمريكية من البلاد.


وأضافت أنّ البيت الأبيض ووزارة الخزانة سيلعبان دوراً كبيراً على الأرجح إذا تم تطبيق العقوبات، مؤدكة أنّ المناقشات حول العقوبات لا تزال أولية.

 

وأشارت إلى أنّ ترامب تحدث عن العقوبات العراقية، وقال إنّ تكاليف الحفاظ على وجود القوات الأمريكية في البلاد على مدى السنوات العديدة الماضية يجب أن يسددها العراق إذا اختار البلد إلغاء الاتفاق الذى يسمح له بالبقاء.


وأوضحت أنّ الحقائق السياسية والاقتصادية قد تجعل من الصعب على ترامب تنفيذ تهديده فعلى سبيل المثال سيكون من الصعب تحقيق ذلك دون زيادة أسعار النفط والبنزين. وختمت أنّ العراق يعد أحد أهم منتجي النفط على مستوى العالم، ومن المرجح أن يؤدى تهميش إنتاجه إلى زيادة المخاوف من صدمة الإمداد وسيرفع الأسعار بشكل حاد.


ووصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية قرار البرلمان العراقي الداعي لإخراج القوات الأمريكية من العراق، بأنّه انتصار إيراني حقيقي. وأضافت أنّه دون أن تطلق رصاصة، قامت إيران على ما يبدو بتنفيذ انتقام مدمر ضد قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني.


ورأت أنّه تم توجيه الإهانة الاستراتيجية ليس من خلال الصواريخ أو الأحزمة الناسفة، لكن عبر التصويت الشرعي في ديمقراطية بنتها الولايات المتحدة.

 

ورأت أنّ ردة الفعل ستكون لها أبعاد خطيرة على المصالح الأمريكية الاستراتيجية، ودون قوات على الأرض وطائرات في الجو فلن تكون أمريكا قادرة على الضرب مباشرة واستهداف مواقع تنظيم داعش، وربما اضطرت قيادة قوات المهام المشتركة، التي تعمل الآن من بغداد، للانتقال من العاصمة العراقية، وستتعرض العمليات في سورية التي تعتمد على العراق للضعف، وربما تم إغلاق القواعد العسكرية، تاركة الدول الأوروبية الحليفة والمتعهدين الأمنيين بلا أي خيار سوى مغادرة العراق.


ولفتت إلى أنّ أمريكا ستجد نفسها أمام خيارين عمليين، الأول هو قيام الرئيس ترامب بانتهاز فرصة الطرد وتخفيض عدد القوات والتورط الأمريكي في الخارج، ما يعني إلقاء العراق في أحضان إيران، التي ستنشر الفوضى فيه، ما يدفع العراقيين إلى طردها، أما الخيار الثاني فهو الاتفاق على معاهدة جديدة مع العراق يحدد العلاقة بين البلدين.


وذكرت صحيفة التايمز البريطانية أنّ غضب العراقيين إزاء وجود قوات غربية على أراضيهم كان سبباً للتظاهر على مدى شهور. وأضافت أنّه إثر اغتيال سليماني فإنّه من المرجح أن تتزايد الضغوط على القوات الأمريكية والبريطانية.


وأوضحت أنّ ذلك الغضب يرجع جزئياً إلى الحكومة العراقية وحلفائها من الإيرانيين، ولكن على الرغم من ذلك يبدو أنّه يوجد غضب حقيقي لخرق السيادة العراقية بإطلاق صواريخ على سليماني وحليفه أبو مهدي المهندس.
وحذرت من أنّ الانسحاب السريع للقوات الغربية من العراق لن يكون في صالح العراق، وسيمثل نصراً لسليماني وما يمثله بعد وفاته، وسيضع العراق تحت سيطرة النظام الإيراني.


وأشارت إلى أنّ ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة للخروج من العراق الآن سيلحق أضراراً جسيمة بمساعي الولايات المتحدة وحلفائها في حربهم ضد تنظيم داعش.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=67631