وجهات نظر

العدوان الثلاثي ..!

عصام داري


الاعلام تايم _ تشرين


لا أقصد طبعاً العدوان الذي شنته بريطانيا وفرنسا و«إسرائيل» على مصر في أواخر العام 1956، وإنما المقصود العدوان الثلاثي الذي تتعرض له سورية منذ سنوات من الولايات المتحدة وتركيا و«إسرائيل».


لكن القاسم المشترك في «العدوانين» هو «إسرائيل» التي شاركت في الحرب الأولى، وها هي تشارك في الحرب الثانية، بل هي أضحت الأولى التي سجلت الرقم القياسي في العدوان على العرب وبإمكانها أن تدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.


وإذا كانت الأطماع الحدودية تجعل «إسرائيل» وتركيا تعتديان على سورية فما المسوّغ الأميركي، ولماذا تسافر القوات المسلحة الأميركية آلاف الأميال لتحتل أجزاء من الأرض السورية، وتشاء المصادفة أن يكون هذا الجزء هو الغني بالنفط، و«يا محاسن الصدف»!.


المهم في هذا العدوان الثلاثي أنه يتم بالتنسيق والتعاون فيما بين المعتدين أحياناً،ويجوز أن ينفرد طرف بعدوان ما لأسبابه وأطماعه في أحايين أخرى.


فعدما فشلت «إسرائيل» في غارات استهدفت مطار الشعيرات- كما نذكر جميعاً – تكفلت الولايات المتحدة بهذه المهمة، والمهم أن العدوان وقع، كما إن انسحاب القوات الأمريكية الجزئي من بعض المواقع في الشمال السوري أفسح المجال أمام القوات التركية للقيام بغزو الأراضي السورية، ومازال العدوان مستمراً حتى الآن.


لكن المصيبة أن العدوان الثلاثي على سورية لا يقتصر على الأعداء التقليديين للعرب،بل يشارك فيه ويدعمه ويموله من يفترض أن يحاربه، وهو العدو الساكن داخل الدار، والضربة تؤلم أكثر عندما تأتيك في الظهر ومن شخص كان حتى الأمس يمثل دور الشقيق والأخ ورفيق الدرب!.


منذ يومين عاود العدو إرسال صواريخه إلى أطراف العاصمة دمشق، في الوقت نفسه وصلت صواريخ أخرى إلى بعض المرافق النفطية بغية تعطيلها وزيادة الأعباء على الدولة وتعميق معاناة السوريين.


العدوان لا يكون بالقوات المسلحة والجيوش والصواريخ والطائرات فحسب، بل يكون بالحرب الاقتصادية والحصار المحكم والعقوبات الجائرة، ليس بحق سورية فحسب، وإنما بحق أي دولة أو شركة أو سفينة تجارية تتعاون مع سورية حسبما سموه «قانون سيزر» أي قيصر، واليوم الولايات المتحدة تمارس دور قيصر العالم الذي يفرض العقوبات والإتاوات على الدول والشعوب والأمم.


الولايات المتحدة تعترف على رؤوس الأشهاد بأنها تسرق النفط السوري، و«إسرائيل» تعتدي على نحو متواتر على سورية، وتقصف مواقع هنا وهناك، بينما القوات التركية اجتاحت الشمال السوري في وضح النهار، كل ذلك ولم نسمع كلمة إدانة واحدة من هيئة الأمم المتحدة التي يفترض أن تكون المؤسسة الدولية المسؤولة عن السلام والأمن في العالم والمدافع عن حقوق الدول والشعوب.


العدوان الثلاثي مستمر، والعالم يغطّ في سبات عميق حتى إشعار آخر،لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية، فسورية ستعمل كل ما في وسعها لوضع حد لكل معتدٍ، ومعها قوى مؤثرة على الساحة الدولية وكل الشعوب المحبة للسلام والخير والعدل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=67119