نافذة على الصحافة

"قمّة كوالالمبور".. جرس إنذار للسعوديّة والعرب.. زعامتكم الإسلاميّة تتآكل


الاعلام تايم - رأي اليوم 

 

قالت صحيفة راي اليوم إن "خُطورة قمّة كوالالمبور الإسلاميّة التي ستبدأ أعمالها في العاصمة الماليزيّة بحُضور قادة ومُمثّلي سِت دول إسلاميّة، لا تكمُن فقط في كونها تُشكّل نُواة تكتّل إسلاميّ جديد يُريد أصحابه أن يكون بديلًا لمنظّمة التعاون الإسلامي، وإنّما أيضًا في تهميش الدول العربيّة الكُبرى والصّغرى على حدٍّ سواء، ونَزع قيادتها للعالم الإسلاميّ، لمصلحة مرجعيّة قياديّة “إسلاميّة” جديدة، فجميع هذه الدّول جرى استبعادها كُلِّيًّا، ولم تُوجّه لقادتها دعَوات الحُضور.


وأضافت الصحيفة أبرز الغائبين عن القمة رئيس الوزراء الباكستانيّ عمران خان الذي كان من أبرز المُؤسّسين لهذا التّكتّل وبعد زيارةٍ مُفاجئةٍ للرياض، ولأسبابٍ ما زالت غير معروفة، ويسود اعتِقاد أنّ الإغراء المالي ربّما أحد أبرزها، أضعَف مُستوى التّمثيل في هذه القمّة، وحرم التّكتّل الجديد من قوّةٍ نوويّة، ولكن حُضور الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني أسقط الطّابع الطائفيّ عنها، وزادَ من عُمُقِ تمثيلها للوحدة الإسلاميّة بجناحيها السنّيّ والشيعيّ.


وأشارت الصحيفة الى ان هذه القمّة تحتضن سِت دول تُشكّل خمسة منها أضخَم كثافة سكّانيّة مُسلمة من غير العرب (إندونيسيا، باكستان، تركيا، وإيران وماليزيا)، حيث تُشكّل مُجتمعةً حواليّ 600 مليون نسمة، ومساحة جغرافيُة تزيد عن 6 مِليون كيلومتر مربع، والقاسم المُشترك فيما بينها أنّ اقتِصادها لا يعتمد على مواردها الطبيعيّة (مُعظَمها غير نفطي) بل يعتمد على إنتاجها وموارِدها البشريّة، وربّما لهذا جاء عُنوان القمّة “دور التّنمية في الوصول إلى السّيادة الوطنيّة”.
ولفتت راي اليوم في مقالها الى ان رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد جعل من بلاده أحد أبرز النّمور الآسيويّة من خِلال خطط تنمية اقتصاديّة طَموحة مدعومة بنظام ديمقراطيّ شفّاف، ورفَض دُخول إسرائيليّ واحِد لأرض بلاده، كان مُصيبًا عندما قال “إنّ هذه القمّة تنعقد بينما يتعرّض المُسلمون للقمع في مُختلف أنحاء العالم.. المُسلمون يُوصفون بأنّهم إرهابيّون، وهُناك خوف حاليّ من الإسلام، وواضِح للجميع أن الموقف يزداد سُوءًا”.


وأوضحت الصحيفة أن الرّد على قمّة كوالالمبور الإسلاميّة لا يجب أن يكون بتحريضِ الجُيوش الإلكترونيّة على إطلاق “صواريخ” الشَّتائم والسُّباب على الزّعماء المُشاركين في هذه القمّة، والتّغنّي بأمجاد الماضي، فهذا نهجُ العاجِزين المُفلِسين، وإنّما بإجراء مُراجعات جديدة ونقد ذاتيّ لمعرفة الأسباب التي هيّأت المجال لتهميش الدول العربية.


وأكدت الصحيفة أنه على السعودية لتُحافظ على زعامة العالم الإسلاميّ، عليها أن تُغيّر مُعظم سِياساتها الحاليّة بما فيها حُروبها في اليمن، وتبعيّتها المُطلَقة للولايات المتحدة الأمريكيّة، والوقوف بقُوّةٍ في خندق القضايا الإسلاميّة العادِلة وأبرزها قضيّة فِلسطين ومُقدّساتها في فِلسطين.


وقالت الصحيفة إن منظّمة التّعاون الإسلامي التي تسعى هذه القمّة في كوالالمبور إلى تجاوزها، وخلق البدائِل لها، باتت مُجرّد اسم دون أيّ مضمون، وليس لها أيّ علاقة بالتّعاون الإسلاميّ، لأنّها انحازت إلى دولة المقر، ولم تكُن مُحايدةً وموضوعيّةً على الإطلاق، وتحوّلت إلى أحد إدارات وزارة الخارجيّة السعوديّة، وانحَصر دورها في إصدار البيانات التي لا يقرأها غير الذين كتَبوها، وحتى هذه المسألة نَشُك فيها.


وختمت الصحيفة بأن "من يُريد أن يكون زَعيمًا للعالم الإسلاميّ عليه أن يكون قُدوةً في كُل المجالات، التنمية، الديمقراطيّة، احترام حُقوق الإنسان، العدالة الاجتماعيّة، نبذ الطائفيّة بكُل أشكالها، وتكريس السيادة الوطنيّة، وتكريس أُسس الحُكم الرّشيد، واقتِلاع الفساد بكُل أشكاله، والعمل من أجل التّقريب بين المُسلمين، والانتِصار دون تردّد لقضاياهم العادِلة بكُل الطُّرق والوسائِل..هذه القمّة هي جرس إنذار للسعوديّة بالذّات، لعلّها تصحو من سُباتها وتُراجِع سياساتها فاليَوم يتم تجاوز منظّمة التّعاون الإسلامي، وغدًا ربّما نُفاجأ بمن يُطالب بإشراف “إسلاميّ” على الحرمين الشريفين، وهُناك نوايا حقيقيّة في هذا المِضمار، وربّما تكون قمّة كوالالمبور هي البِداية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=66902