وجهات نظر

جريمة أردوغان بقتل الأطفال السوريين إبادة جماعية

د.رحيم هادي الشمخي


الاعلام تايم _ تشرين


الاحتلال التركي الإرهابي لجزء من الأراضي السورية جريمة لا تُغتفر بحق الشعب العربي السوري وتاريخه المجيد الذي قاوم كل الاحتلالات على مرّ العصور، والتي أرادت تدنيس أرضه بقوة السلاح، وخرج هذا الشعب العظيم منتصراً، وهو اليوم يقاوم الاحتلالين التركي والأمريكي وقوى الشر والإرهاب بالعقيدة الوطنية نفسها التي دحرت الغزاة والمحتلين الفرنسيين وغيرهم، ولم يجنِ الغزاة إلا الخيبة والخذلان.


أردوغان الذي لم يعطِ الشعب التركي حقوقه المشروعة في العيش والأمان في وطنه، يحاول اليوم جرّ هذا الشعب نحو الهاوية بفتح أبواب الحروب على مصراعيها ليحتل أرضاً عربية بقوة السلاح، وليقتل الرجال والنساء والأطفال في وطنهم سورية، ولم يعلم أردوغان أن الأرض السورية منذ الأزل عصية على العثمانيين وأطماعهم التوسعية. العدوان الأردوغاني على الأراضي السورية إنما يُراد منه غسل وجه أردوغان الكالح بالجرائم التي ارتكبها ضد الشعب التركي وتطلّعاته، وينمّ عن مدى الأطماع التركية في سورية، وما يجري من التوسع التركي في شمال العراق لهو الدليل الآخر على عمق المؤامرة العثمانية لاختراق الوطن العربي، ومثال على ذلك ما يجري اليوم في ليبيا، حيث مازال لتركيا موطئ قدم في الأراضي الليبية لمساعدة القوى التكفيرية الإسلاموية بحجة دعم حكومة السراج بالعتاد والسلاح، والهدف الأكبر لأردوغان هو إدامة الوجود التركي في ليبيا لتحقيق حلم الدولة العثمانية التي ينوي من خلالها الوصول إلى مياه البحر الأحمر وحماية التنظيمات الإرهابية التي تقوم اليوم بالقتل والإبادة الجماعية، كما يبدو من توقيع الاتفاقية الأخيرة مع السراج في طرابلس في مجال الأمن بإقامة قاعدة تركية في الغرب الليبي.


وقد نبّهت الدولة السورية إلى خطورة هذا الاحتلال التركي الذي لم يكن إلا بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وعرب الجنسية عملاء الغرب، في هذا الاحتلال لم تعرف تركيا ولم تميز بين الزرع والضرع، بين البشر والحجر، بين الأطفال وأمهاتهم،فقد ارتكبت قوات الاحتلال التركية مجازر مروّعة ضد الطفولة في شمال سورية فاقت مجازر الإبادة الجماعية للأطفال في العراق ولبنان وفلسطين، وحتى فييتنام، لكن كما يبدو للقاصي والداني فإن الحقد على الطفولة واحد، سواء من قبل تركيا أو أمريكا أو «إسرائيل»، فهم مجرمو حرب ومصاصو دماء الشعوب المحبة للحرية والسلام.


لا شك في أن الوجود التركي الاحتلالي على أراضٍ سوريّةٍ بات يشكّل خطراً على سيادة واستقلال سورية، وهو انتهاك للعلاقات الدولية ولائحة حقوق الإنسان، ما يتطلب من المجتمع الدولي رفض هذا الاحتلال وإصدار قرار دولي من مجلس الأمن لمعاقبة نظام أردوغان على فعلته الشنعاء باحتلال أجزاء من الأراضي السورية بقوة السلاح وترهيب الرجال والنساء والأطفال واستخدام القوة المفرطة ضد الشعب العربي السوري.


إن الدماء الزكية التي سفكها نظام أردوغان من الأطفال السوريين، لن تمر من دون عقاب، فالشعب العربي السوري وجيشه الباسل وقواه الوطنية كلها عازمة على دحر العدوان التركي المدعوم من القتلة والإرهابيين وقطّاع الطرق، وقد حانت ساعة الخلاص من هذا الاحتلال الذي يروم الهيمنة على الأرض السورية بحجة إقامة «منطقة آمنة لحماية الأمن القومي التركي»، والحقيقة أن أردوغان يروم التوسع على حساب السيادة السورية لتحقيق غطرسة نظامه «الإخواني» الحاقد على الأمة العربية لكي يستطيع من خلال هذا الاحتلال مدّ يد العون للتنظيمات الإرهابية ودعمها بالمال والسلاح، حتى يخرب ويدمر منجزات الشعب العربي السوري التي بناها بعرق جبينه على مدى عصور سحيقة.


لقد فقد أردوغان كل أوراقه اللاعبة في السياسة الدولية وبات يُعرف بمهرج القرن الواحد والعشرين، فالعالم يعرف تماماً أن الأهداف التركية العدوانية في سورية باتت واضحة وجلية، ومنها إشغال الجيش العربي السوري عن معركته القومية ضد «إسرائيل» اللقيطة، كما إن الاحتلال الأمريكي جاء إلى سورية للسبب نفسه ومساعدة «إسرائيل» في تحقيق أهدافها العدوانية ضد سورية والوطن العربي عموماً، ونهب آبار النفط، وحريٌّ بنا اليوم أن نفضح حقيقة هذا العدوان التركي- الأمريكي علينا، ما يدعونا لأن نشدّ الأحزمة على البطون مهما نزفت جراحاتنا، فإن معركة الفصل مع المحتلين قادمة بعون الله، يوم يسطر الجيش العربي السوري ملاحم البطولة والفداء على تخوم الوطن، في معركتنا العادلة، فأطفال سورية الذين قتلهم أردوغان هم شهداء معركة الكرامة السورية ضد أردوغان مجرم الحرب وقاتل الطفولة السورية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=66680