نافذة عالمية

باحثون ومحللون روس يدينون الاعتداءات التركية على سورية والعقوبات الأمريكية على روسيا


سانا - الإعلام :

أدان عدد من الباحثين والمحللين والشخصيات الاجتماعية في روسيا بشدة اعتداءات حكومة رجب طيب أردوغان التركية على سورية ومواصلة دعم الإرهابيين والمجموعات المتطرفة وتسهيل عبورهم الحدود مع سورية مؤكدين ثبات مواقف روسيا وتصديها للعقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليها.
وبين فلاديمير إيساييف المحلل السياسي والبروفيسور في جامعة موسكو الحكومية في مقابلة مع وكالة (سانا) في موسكو أن حادثة إسقاط الطائرة السورية داخل الأراضي السورية بالذات تركت انطباعا يثير الاشمئزاز ويثير تساؤلات شرعية لماذا قررت السلطات التركية إلقاء الذنب في هذه الحادثة على الجانب السوري حصرا.
ولفت إيساييف إلى أن القيادة السورية غير مهتمة أبدا في هذه الظروف السياسية المعقدة المستمرة لثلاث سنوات بتصعيد التوتر وتعمل لتجنب أي حوادث لانتهاك المجال الجوي التركي لافتاً إلى أنه لا يثق بالأنباء التي تروجها وسائل الإعلام التركية.
وأكد المحلل السياسي الروسي أن السلطات السورية تصرفت بصورة صائبة وضمن أطر القانون باستخدام سلاحها الجوي ضد الإرهابيين والمرتزقة الأجانب داخل الأراضي السورية بالذات وهذا شيء طبيعي ولذلك فإن كامل المسؤولية عن هذه الحادثة تقع على الجانب التركي على وجه الحصر.
وبين إيساييف أن العدوان التركي الجديد يرتبط مباشرة بالوضع السياسي والاجتماعي داخل تركيا نفسها التي تعيش اضطرابات سياسية داخلية متوترة جداً إذ إن القسم الأكبر من المجتمع التركي يقف حالياً ضد حزب التنمية والعدالة الحاكم برئاسة أردوغان لافتاً إلى أنه وكما تدل جميع الدلائل وبموجب معطيات استطلاعات الرأي في تركيا وانطلاقاً من أعمال السلطات التركية لحجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وغيره فإن كل ذلك ما هو سوى محاولات لكسب أصوات الناخبين واستمالتهم إلى جانب حزب أردوغان دون التورع عن افتعال مثل هذه الحوادث العدوانية على الحدود مع سورية.
وفي مقابلة مماثلة بين سيرغي كوتكالو نائب رئيس اتحاد الكتاب الروس أن دول الشرق الأوسط التي لا تخضع لإرادة حلف شمال الأطلسي تتعرض من حين لآخر لهذا النوع من الاعتداءات كالذي قام به سلاح الجو والقوات المسلحة التركية ضد سورية وهذا يخص كل بلدان العالم العربي باستثناء تلك الدول التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأخرى.
وأضاف كوتكالو إن تركيا على مدى الخمسين والستين سنة الأخيرة تقوم بدور الشرطي الأطلسي كأداة إضافية في فرض العقوبات على الدول العربية وفي هذه الحالة على سورية مشيرا إلى أن هذا ما كان الوضع عليه في العراق وهذا ما يحدث لسورية اليوم.
وقال كوتكالو إن سورية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة تناضل وتكافح وتحقق انتصارات واضحة على الرغم من التهديدات الإسرائيلية وسلوك المسؤولين الأتراك المعادي لها بالإضافة إلى جيش من الإرهابيين جمعوا من شتى أصقاع العالم وتم رميهم في سورية.
وذكر كوتكالو بأن سورية تؤكد باستمرار أن حريتها واستقلالها غير مرتبطين بأي أوامر أو إملاءات خارجية سواء صدرت من حلف الناتو أو من أي أحلاف وتجمعات أخرى بل إن حريتها متعلقة بالروح المعنوية لشعبها الذي امتنع عن قبول الادعاءات الكاذبة عما يجري على أرضه بأنها حرب "جهادية تحررية" مشيراً إلى أن الحكومة السورية لن ترضى أبداً بوجود المجموعات الإرهابية المسلحة على أراضيها.
ولفت كوتكالو إلى أن مرحلة التصعيد الحالية من قبل تركيا و"إسرائيل" ضد سورية هي دليل قاطع على الضعف والوهن اللذين يضربان أسس سياسة قادة الغرب الذين لا يجرؤون على الاعتراف بنواقصهم ولا يتورعون عن الاعتداء على الآخرين.
بدوره تحدث فيتشسلاف ماتوزوف المحلل السياسي ورئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية حول العلاقات بين روسيا وأمريكا والبلدان الأوروبية على ضوء الأحداث في أوكرانيا قائلا "عندما أتناول موضوع أوكرانيا لا أتحدث عن الموقف الأوروبي لأنه لا وجود لموقف أوروبي بل هناك موقف واحد هو الموقف الأمريكي الذي نظم ومول ودعم بكل الوسائل الإعلامية والسياسية والاقتصادية المعارضة الأوكرانية وليس المعارضة السياسية فقط وإنما المجموعات المتطرفة الممزوجة بالفاشية والنازية التي كانت موجودة على الأراضي الأوكرانية منذ الحرب العالمية الثانية مؤكدا عدم استغراب المواطنين الروس من وجود مجموعات متطرفة مسلحة منضبطة وموجهة من قبل مركز واحد.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=6658