تحقيقات وتقارير

لماذا تغيب عن أسواقنا السورية "أيام الجمعة الملونة" الذهبية والبيضاء والصفراء وحتى السوداء منها..؟


الاعلام تايم _ خاص


لعل الجواب السريع الذي يخطر في بال قرائنا على سؤالنا هذا، هو العقلية التي تحكم تجارنا.. لسنا الأفضل ولكننا الوحيدون.. وتبني بعض التجار لشعار (خليها تخم وتكسد ولا تروح بهيك سعر) وغيرها من الشعارات التي يرفعها هذا "التويجر" أو ذاك..


لنتعرف على ما بات يعرف عند الغرب بالجمعة السوداء (Black Friday) الذي قد يوحي للوهلة الأولى لمن لا يعرفه وخاصة من الشرقيين بأنه يومٌ مشؤوم وليس أهم حدث تجاري في أوروبا وأمريكا.


بداية، لم يرتبط تعبير الجمعة السوداء لدى ظهوره بعطلة تسوق كما هو الحال حالياً، بل بأزمة مالية تتعلق بانهيار سوق الذهب في الولايات المتحدة في 24 أيلول عام 1869. وارتبطت الجمعة السوداء بأزمة اقتصادية ضربت الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب عمليات الاحتكار وأدت الى كساد البضائع وتوقف حركة الشراء، لتعلن بعدها الولايات المتحدة إجراءات من بينها تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات.


أما اليوم فيعد يوم "الجمعة السوداء" من أبرز الأيام من الناحية التجارية في أمريكا وأوروبا، ويوافق يوم الجمعة الذي يأتي عقب "عيد الشكر" الأمريكي والذي يصادف آخر يوم خميس في شهر تشرين الثاني.
ولكن بعض الروايات ذكرت أن سبب وصف الحدث باللون الأسود يرجع إلى شرطة مدينة فيلاديلفيا عام 1960، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير أمام المحال التجارية خلال هذا اليوم، فوصفت إدارة الشرطة اليوم المعروف للتسوق بالجمعة السوداء.


ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، في هذا اليوم تقدم معظم  المتاجر عروض و تخفيضات وخصومات كبيرة، و تقوم بفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحاً، و يكون ذلك بسبب الحسومات الكبيرة و لأن أغلب هدايا عيد الميلاد تشترى في ذلك اليوم، فإن أعداداً كبيرةً من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها، و بدأت حديثاً بعد اتساع انتشار الإنترنت وتعاظم دوره بدأ يتعاظم دور التجارة الإلكترونية وبدأت تظهر الأيام الملونة باللون الذهبي والأصفر حيث تقوم معظم متاجر الانترنت بتقديم عروض مغرية، ففي ذلك اليوم يقوم الموقع بتقديم حسومات على منتجات عديدة، و يقوم إضافة إلى ذلك بتقديم عرضٍ خاصٍ جداً على منتج معين يتغير كل ساعة. وتعد الجمعة البيضاء هي أكبر موسم مبيعات في منطقة الشرق الأوسط وقد لا تقتصر على يوم واحد كما هو الحال في الجمعة السوداء فإحدى شركات التسويق الإلكتروني في المنطقة التابعة لشركة أمازون جعلت التخفيضات في الفترة من 11 إلى 13 تشرين الثاني، وفي الفترة من 23 إلى 29 تشرين الثاني.


قد يحزن ويحسد الكثيرون من مواطنينا المجتمعات الأخرى على هذا اليوم الذي يعتبر فرصة للتسوق ويتساءلون متى ستشهد أسواقنا مثل هذا النشاطات التجارية المفيدة للتجار والمواطنين على حدٍ سواء، قد يكون الجواب بأنه ربما عندما يقتنع التجار الكبار بأنهم ليسوا وحدهم أسياد وحيتان السوق، وأنهم وحدهم من يملكون مفاتيحه، وعندما يعتبروا أنفسهم جزءاً من هذا الشعب منه وبه يستمرون ويزدهرون، لن نكون بحاجة لأيام جمعة ملونة بل سنكون قوة اقتصادية واجتماعية وستكون أيامنا كلها مزهرة ملونة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=66280