الاعلام تايم - تشرين

خسرت الجبهة العالمية الواسعة المعارضة لنهج الولايات المتحدة في السياسة الدولية رمزاً من رموزها هو الرئيس إيفو موراليس المنتخب ديمقراطياً من الشعب في بوليفيا.

أما عبث السياسة فيظهر في أن الولايات المتحدة التي تدعي أنها منبع الديمقراطية في العالم تخلصت من موراليس بانقلاب عسكري أي بطريقة مناهضة للديمقراطية تماماً, وهذا يؤكد أن إرادة الشعوب أضحت معارضة لتوجهات واشنطن.
ليست المرة الأولى التي تطيح فيها الولايات المتحدة بزعماء منتخبين ديمقراطياً عبر انقلابات عسكرية. هناك نيكاراغوا وقبلها كان المثال الشهير تشيلي, ففي عام 1970 انتخب الشعب التشيلي عبر عملية ديمقراطية خالصة المرشح الاشتراكي سيلفادور أليندي فقامت الولايات بانقلاب عسكري دموي ضد الرئيس المنتخب. قاد الانقلاب الجنرال سيئ الصيت أوغستينو بينوتشيه, ودامت عملية التخلص من الرئيس الديمقراطي أشهراً عدة ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء.

أصبحت عمليات بينوتشيه للقمع والوحشية المفرطة والتنكيل بلا حدود بالمدنيين, انتصر بينوتشيه عام 1973 واستلم الحكم باسم المخابرات المركزية الأمريكية.

بداية القرن كنت في عداد وفد حزبي زار تشيلي, ذهبنا إلى البرلمان في العاصمة سانتياغو لاجتماع هناك. كانت الساحة الكبيرة في وسط المبنى تجمع البرلمان والقصر الجمهوري, وتطل على هذه الساحة شرفة مكتب الرئيس حيث كان الرئيس المنتخب أليندي يدافع عن القصر, بيده بندقية وعلى رأسه خوذة. كان ذلك عام 1973, وعلى هذه الشرفة تم قتله من جنود بينوتشيه «الكارابنييروس», ما أدهشني أنه في الساحة كان هناك نصب تذكاري شامخ لأليندي بينما كان بينوتشيه مختبئاً في إحدى القرى مريضاً بعد أن طرده الإنكليز من المستشفى في لندن.

تخلى الأمريكيون عن بينوتشيه عام 1990 بعد أن انتهت صلاحيته, قلت لمن معي ونحن ننظر إلى تمثال أليندي: يبدو أن أليندي هو الذي انتصر تاريخياً رغم مقتله عام 1973, أما بينوتشيه فسيكون مصيره النسيان.

إنه درس واضح.. اليوم لننظر حولنا ونرى كيف تدعم الولايات المتحدة أنظمة القهر والاستبداد من حاكم قطر حتى «أمير المؤمنين» ملك المغرب بينما تنشر التوتر والإرهاب في دول للشعب فيها صوت قوي.. علينا فقط أن ننتظر حتى تنتهي صلاحية الدمى الأمريكية.