نافذة على الصحافة

أمريكا تختلق الذريعة وراء الأخرى لتبرر الحاجة لبقائها في سورية


الاعلام تايم - مواقع

 

ألقى وسلي مورغان في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على تأثير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حماية حقول النفط في سورية على الجنود الأمريكيين هناك، لافتاً إلى أنه تمّ مؤخراً نقل قوات إضافية وعربات مدرّعة إلى محافظة دير الزور الغنية بالنفط، كما تمّ إرسال بعض الجنود ليعيدوا الانتشار في القواعد التي غادروها عندما أمرهم ترامب سابقاً وبشكل مفاجئ بالانسحاب من المنطقة.


وأضاف الكاتب أنّ البنتاغون يخطط لوجود ما يقل عن ألف جندي أمريكي في سورية، وهو العدد الذي كان منتشراً هناك حين اتخذ ترامب قراره، علماً أنّ بعض المسؤولين العسكريين البارزين السابقين يعتبرون أنّ النفط ليس عاملاً مهمّاً، وأنه عامل ثانوي، لكنّ قيمة وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سورية يرتبط بالإبقاء على علاقات ميدانية مع "قوات سورية الديموقراطية"، بما فيها "الميليشيات الكردية"، فالإبقاء على العلم الأمريكي مرفرفاً في تلك المنطقة مُهمّ جداً لجعل "الأكراد" يعلمون أنّ الولايات المتحدة  تدعمهم ولا تبتعد عنهم بشكل كامل.


ولفت الكاتب إلى أنّ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اعترف علانيةً أنّ الولايات المتحدة تريد التأكّد من أنّ "قوات سورية الديموقراطية" التي تعاونت مع أمريكا في الحرب على "داعش" تستطيع الحصول على الموارد في شرق الفرات.


في جهة ثانية، أشار إتش. أي. هايلر في مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أنه يسود اعتقاد في العالم أنّ تنظيم داعش قد انتهى، لكنّ التهديد الذي يشكله داعش يبقى قائماً طالما أنّ العالم يفشل في معالجة الأسباب التي أدت في الأصل إلى ظهور هذا التنظيم.


وأضاف الكاتب أنه لا يزال الأساس الإيديولوجي لتنظيم داعش يحظى بشعبية رغم أنّ الغالبية العظمى من المسلمين رفضت الخلافة التي أعلنها التنظيم الذي استهدف المسلمين كما استهدف غير المسلمين.


ولفت الكاتب إلى أنّ معنويات أنصار داعش ومقاتليه كانت في ذروتها عندما استطاع التنظيم السيطرة على مناطق شاسعة في سورية والعراق وحُكمها تحت اسم " الخلافة"، لكنّ هذه المعنويات بدأت تنهار عندما ثبتَ أنّ ادّعاء داعش كان خطأً، فحتى عندما كان التنظيم يسيطر على أراضي واسعة جداً في سورية والعراق، لم يكن بالإمكان وصف "دولة داعش" بأنها دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة.


وأوضح الكاتب أنّ داعش يفتقد الآن إلى القيادة والأراضي، لكنّ التنظيم لنْ يتبدد ببساطة، فمنذ تعرّضه لخسائر في الأراضي في العراق وسورية، كان التنظيم يتحوّل من الداخل، حيث ظهرت مجموعات مختلفة حول العالم تركّز أكثر على هواجسها الداخلية، ومع موت البغدادي يمكن أنْ ينتقل أتباع التنظيم إلى جماعات متطرفة أخرى.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=65975