نافذة على الصحافة

سياسة أمريكا في سورية حولت شعارها من "أمريكا أولاً" إلى "أمريكا الأخيرة"


الاعلام تايم - مواقع


أشار سيث فرانتزمان في مجلة ذا هيل الأمريكية إلى أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتسرع بالانسحاب من شمال شرق سورية يبدو الآن خاطئاً، فقد أثار الكثير من المخاوف بشأن الدور الذي تلعبه أمريكا في العالم.


وتساءل الكاتب عمّا إذا كانت سياسة "أمريكا أولاً" قد تحوّلت إلى "أمريكا الأخيرة"، لأنّ أمريكا تضع نفسها في الموضع الأخير في قائمة الدول التي تلعب بالفعل أدواراً قيادية في مناطق مثل سورية، حيث أنّ كل خطوة إلى الوراء تتخذها واشنطن تترك فراغاً سيملؤه آخرون مثل روسيا.


وحذّر الكاتب من تداعيات انسحاب أمريكا من سورية، خاصةً فيما يتعلق بمكانتها كأقوى دولة في العالم، حيث يقود ذلك إلى تراجع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، كما تتأثر سمعتها ومصداقيتها بين الحلفاء لأنّها تخلّت عن شركائها "الأكراد" في شمال شرق سورية. واعتبر الكاتب أنّ تداعيات "الغزو التركي" لسورية ستكون سيئة بالنسبة لأمريكا في الشرق الأوسط، وربما أيضاً على الصعيد العالمي، لافتاً إلى أنّ تركيا وإيران وروسيا ستلعب دوراً رئيسياً في إعادة إعمار سورية، وعلى الأرجح أنّ الولايات المتحدة لن تشارك في هذه العملية، فالانسحاب من سورية لا يعني فقط إنهاء وجود القوات الأمريكية، لكنه يتعلق أيضاً بالتخلي عن العقارات التي يمكن أنْ تكون سوقاً أمريكياً.


واعتبر كون كوغلين في موقع غيتستون إنستيتيوت الأمريكي أنّه لا يبدو أنّ رغبة ترامب بتقليص التزامات واشنطن العسكرية في العالم، والتي يسعى لتحقيقها قبيل السباق الانتخابي، تشمل محاربة الإرهاب، فقد أظهرت العملية الأخيرة الناجحة ضد البغدادي، أنّ ترامب زاد اهتمامه بمحاربة الإرهابيين.


ورأى الكاتب أنّ ترامب يستحق إشادة كبيرة لدوره في نجاح المهمة ضد البغدادي، سواء من ناحية مواصلته التركيز على ملاحقة زعيم داعش، وكذلك لامتلاكه الجرأة السياسية للسماح بتنفيذ عملية، لو فشلت، لكانَ لها أثر سلبي هائل على رئاسته. وأوضح الكاتب أنّ تأكيدات ترامب المتواصلة بأنّه يرغب بخفض المشاركة الأمريكية في الشرق الأوسط، تثير خوف حلفاء واشنطن العرب، وتبدو الهواجس بشأن نوايا ترامب المستقبلية واضحة بشكل خاص في دول الخليج التي تجد نفسها منذ قرار ترامب الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران، على الخط الأمامي في المواجهة بين واشنطن وطهران.


وأوضح الكاتب أنّه من منظور واشنطن، تُعدّ دول الخليج حلفاء في المواجهة بين إدارة ترامب وطهران، ولذا، عوضاً عن مواصلة إرسال إشارات بأنّ ترامب لم يَعد مهتماً بدعم حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، يجب أنْ يسعى ترامب لإعادة طمأنتهم والتأكيد لهم بأنّ دعم واشنطن لهم سيبقى دائماً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=65835