وجهات نظر

الباب والمحراب

جمال ظريفة


الاعلام تايم - تشرين

 

تأتي ذكرى وعد بلفور المشؤوم على منطقتنا ككل عام محملة بمآسٍ جديدة وبأشكال مختلفة من المصائب والنكسات وجديد الشعب الفلسطيني هو الخذلان وتخلي معظم العرب عن قضيته وإهماله لحقوقه المشروعة لمصلحة المشروع الصهيوني في المنطقة.


وعد بلفور أعطي ممن لا يملك لمن لا يستحق، وعلى المنوال ذاته تتسارع أحداث المنطقة منذ استحضار «الفوضى الخلاقة»، التي ومن خلال التسمية الهوليودية تلك يظهر مدى الاستخفاف والتسفيه لحقوقنا وآمالنا ومستقبلنا والعبث بثرواتنا وسرقتها.


الأيادي الصهيونية تعبث في منطقتنا من بابها إلى محرابها فمنذ عقود خلت والاغتيالات تطول الكفاءات العربية، إضافةً إلى إشعال الساحات من الحرب الأهلية في لبنان واجتياحه إلى دعم «الإخوان المسلمين» في ثمانينيات القرن الماضي وتدمير العراق ومحاصرة المقاومة والعقوبات على إيران إلى أن وصلت إلى مرامها في حرب إرهابية قذرة على سورية لتقسيمها ومحاولة إقامة «كيان عرقي» يكون مبرراً لإقامة كيان صهيوني مغرق في عنصريته خالٍ من الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه حتى إن تلك الأيادي تصل اليمن وتشارك في تدميره والآن تعبث في العراق ولبنان مرة أخرى.


تلك الفوضى تستهدف أساساً المجتمعات المعادية للتوجه الإمبريالي والمحرك الأساسي له وهو اللوبيات الصهيونية المسيطرة على كل مظاهر الحياة الأمريكية وتم تغذية الفكر المتطرف وتمدد الإخونجية والوهابية بمال عربي لتدمير تلك المجتمعات من الداخل من دون أن تخسر «إسرائيل» «شيكلاً واحداً».


فكل المسميات المختلفة التي تم إطلاقها على التنظيمات الإرهابية في سورية لا تخفي الطبيعة الواحدة لتلك التنظيمات ولفكرها التكفيري ولمؤسسها وممولها والتي تعكس بطبيعة الحال المراد منها.


رئيس النظام التركي أردوغان الإخونجي الألعوبة كان إحدى الأدوات التي تحركها «إسرائيل» في الخفاء كما الإمعات في بعض دول الخليج العربي, والمسألة هنا مجرد أدوار, المبدع والمخلص سيبقى ومن لا يتقن ينتهي دوره ويرمى بجثته في البحر ليأتي شخص آخر بلبوس آخر خدمة لأجندة «إسرائيل» في المنطقة التي لا تنتهي إلا في تقسيم دولها وشعوبها والسيطرة على مقدراتها وإقامة كيانها المزعوم من النيل إلى الفرات.. لكن ستبقى كلمة الفصل لوعي شعوب المنطقة ومقاومتها لتلك المخططات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=65236