مجتمع

بين الهام والعاجل والضروري.. أولويات الحياة تطرق بابك!


الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد


"رنا" فتاة عشرينية حالها كحال غيرها من أقرانها تريد الكل بدون الأجزاء، ترى الطريق بعيداً عن الخطوات، حياتها مبنية على هذا أم ذاك بلا اختيار، يومها مليء بالأنشطة والمهام بلا تنفيذ، فالضياع والتشتت وعدم اتخاذ القرار مجمل واقعها الذي تعيشه... دائمة السؤال أكمل دراستي أم أتزوج؟ ماذا آخذ وماذا أترك؟ مع من أكون، ومَن أغادر؟ لمن أعطي ومن أمنع؟ من هو رقم واحد في حياتي ومن هو الأخير؟


الحياة أهداف تتحقق بمراحل وخطوات وأنشطة، بترتيب الأولويات، وتّعرف الأولويات بأنها: "المهارة التي تساعد الشخص على ترتيب احتياجاته على حسب أهميتها بدءاً بالأهم ثم المهم فالأقل أهمية، للمساعدة على اتخاذ القرار المناسب، وإنجاز المهام بوقت أقل وبشكل أسرع".


دراسات عديدة صنفت الأولويات ضمن جداول، والمربعات الآتية توضح ترتيب الأولويات وهي:


المربع الأول: هام جداً وعاجل
هذه أمور تفرض نفسها، فهي هامة جداً، لابد من عملها ولكنها عاجلة لا يمكن تأخيرها إلى وقت آخر. ومن أمثلة ذلك: الواجبات أو المسؤوليات التي يجب أداؤها.


المربع الثاني: هام جداً وغير عاجل
هذه أمور هامة جداً ومطلوب إنجازها ومتابعتها ولكنها غير عاجلة، ولذلك يمكن تأجيلها وتأخيرها والتسويف في عدم مباشرتها. ومن أمثلة ذلك: تحديد الأهداف في الحياة، التخطيط للمستقبل.


المربع الثالث: ضروري وعاجل
تندرج في هذا المربع جميع المهام والمسؤوليات الضرورية التي تعتبر أقل أهمية من المربع الأول، ولكن لها صفة الاستعجال، ومن ثم فإن هناك ضغوطاً لمباشرتها وإنجازها. ومن أمثلة ذلك: تصحيح أخطاء الواجبات قبل تسليمها للأستاذ، الجلوس في المنزل لانتظار الآخرين.


المربع الرابع: ضروري وغير عاجل
يندرج في هذا المربع جميع المهام والمسؤوليات الضرورية والتي يمكن تأجيلها، والتسويف في عدم مباشرتها، ومن أمثلة ذلك: القراءة، موعد طبيب الأسنان، تخطيط الإجازة.


المربع الخامس: غير ضروري وعاجل
يندرج في هذا المربع أغلب الأمور التي تتسبب في تضييع الأوقات، حيث تواجه الشخص أهداف ومهام تافهة وهامشية ليست ضرورية، وليس لها فائدة تذكر في تحقيق أهداف في الحياة، ولكن هذه الأمور يضطر إلى القيام بها بسبب السياقات التي تتم فيها صفة الاستعجال. ومن أمثلة ذلك: المكالمة الهاتفية غير الهادفة، والزائر الثقيل الذي يفاجئك في وقت غير مناسب.


المربع السادس: غير ضروري وغير عاجل
يندرج في هذا المربع أسوأ أنواع مضيعة الوقت، مثل مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة، المبالغة في تمضية الوقت في قراءة الجرائد والمجلات، والمبالغة في الاسترخاء والنوم، أو التنزه في الأماكن العامة لأوقات طويلة.

"رنا" التي استطاعت أن تعمل وفق ترتيب تلك الأولويات قامت ووفق الدراسات بإنشاء قائمة بالمهام الخاصة حتى تتخلص مما تعانيه وتستطيع الحصول على تفسيرات لتساؤلات عديدة جالت في خاطرها ذكرناها في المقدمة:


1- تحديد الإطار الزمني للقائمة: تقسيمها حسب الإطار الزمني المناسب لها بما يسمح بالتعامل معها وتحويل التوتر إلى طاقة إيجابية.


2- كتابة كل شيء يجب فعله: البدء بتفصيل كل ما ينبغي عمله بأي ترتيب ممكن، مثل المشاريع التي يجب تنفيذها، والقرارات التي يجب اتخاذها، والحوائج التي يجب قضاؤها.


3- تنظيم المهام المطلوب عملها: وفق أقسام منفصلة؛ أي قائمة مهام خاصة بكل جانب من جوانب الحياة، كقائمة لأعمال المنزل، وأخرى خاصة بالعمل أو الدراسة...الخ.


4- ترتيب القائمة: حسب الأكثر أهمية وإلحاح ووضعها أعلى القائمة، وهو أمر نسبي ويخضع لرؤية الشخص.


5- وضع القائمة في مكان ظاهر: كي يذكر الشخص نفسه بما يجب تحقيقه، ويجب وضع علامة على كل خطوة تم إنجازها.


• إذا كانت قائمة ورقية؛ فيجب تعليقها في مكان يراه الشخص باستمرار كباب الثلاجة، أو الباب الرئيسي، أو على حائط المكتب.


• إذا كانت قائمة إلكترونية، فيجب فتحها في نافذة على الكمبيوتر ريثما يقوم الشخص بعمله؛ حتى تبقى حاضرة في الذهن، مع مسح ما ينتهي منه أولًا بأول.


• يمكن لصق وريقات في أنحاء المنزل للتذكير. مثلًا، لصق وريقة على التلفاز.

 

واستشهاداً بمقولة "تذكر دائماً أن تنام على حلم وتستيقظ على هدف"، المقولة التي حفظتها "رنا" عن ظهر قلب وعملت وفقها سعياً لتحقيق أهدافها لأن الحياة اختيارات تحددها الأولويات.. فالنجاح اختيار، والفشل اختيار، وما نعاني منه ليس نتيجة سوء الظروف فقط، ولكن سوء إدارة أمورنا، وأفضل شخص يحدد أولوياته هو أنت، فعليك معرفة أولوياتك والبدء بتحديدها وترتيبها وتنفيذها بالشكل المناسب للوصول إلى أهدافك السامية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=65111