وجهات نظر

جزيرتنا السورية ونصرنا الاقتصادي!

د. حيان أحمد سلمان


الاعلام تايم - مقالات


تؤكد الدراسات والآثار أن جزيرتنا السورية الواقعة في شمال سورية شهدت بداية أول حضارة في العالم، واحتوت الألواح المسمارية التي منها تشكل الحرف الأبجدي الأول في تاريخ البشرية, وفيها تم اكتشاف أول سلاح استخدمه الإنسان, وتماثيل تعبر عن حياة الإنسان ومعتقداته الدينية, وعاشت فيها وتأقلمت كل أنواع الحضارات البشرية.

 

وتعد الجزيرة السورية من أهم المراكز الاقتصادية السورية وخاصة الإنتاجية منها, وفي رأينا تعد القوة الإنتاجية الأساس المادي لكل أنواع الثروة ولكل أنواع القوى الأخرى من اقتصادية وعسكرية وأمنية وثقافية ومجتمعية وغيرها, ويعبر عن مؤشر زيادة القوة الإنتاجية تزايد غلة الإنتاج التي تعبر عن كمية الزيادة في قيمة وكمية الإنتاج عندما تتزايد كل عناصر الإنتاج بالتناسب, فهل نحقق زيادة إنتاجنا من السلع الأساسية بعد الانتصارات الكبيرة وخاصة بعد عودة جزيرتنا السورية وحلب ودرعا الحبيبتين وغيرهما إلى عجلة الاقتصاد السوري وقريباً إن شاء الله إدلب الغالية؟!, ولاسيما أننا نرى أن معالم الانتصار السوري الشامل ترتسم على كامل أرجاء الأرض السورية ويترافق هذا مع نصر عسكري وسياسي واجتماعي, ولاسيما أن مرتكزات النصر الاقتصادي تتكامل مع الانتصارات الأخرى وتتجسد على أرض الواقع بشكل عملي من توجه القيادة والحكومة للاستثمار الأمثل لكل الموارد المتاحة والكامنة والطاقات الإنتاجية وتحسين سعر الصرف واستمرار مكافحة الفساد…الخ, وفي مقدمة هذه الانتصارات عودة جزيرتنا السورية وهي (خزان وغلة الاقتصاد السوري) إلى الدورة الاقتصادية السورية وإمكانية تفعيلها وضمان انسياب السلع والخدمات إلى السوق السورية ما يؤدي إلى تقليل (الفجوة التسويقية) أي الفارق بين (الطلب الكلي والعرض الإجمالي), وجزيرتنا السورية الغالية فيها حوالي /30%/ من مساحة سورية وتختزن الحصة الأكبر من الغلة و الثروة السورية, ففيها حوالي 90% من الثروة النفطية و45% من الثروة الغازية وأكثر من 45% من الثروة المائية… الخ ومنها على سبيل المثال حقل العمر والتنك والجفرة وكون يكو والتيم والورد والخراطة وحقول الرميلان والحقول التابعة له والسويدية والشدادي واليوسفية والجبسة ….الخ 

وفيها تتركز أهم المنتجات الزراعية بحدود 75% من الثروة الزراعية لأهم محاصيل الأمن الغذائي ومنها مثلاً (القمح والقطن والشعير والشوندر السكري وبعض الخضر والفواكه والبقوليات…الخ), وفيها الثروة الحيوانية ومشتقاتها من اللحوم والحليب والألبان والدجاج والبيض وتنتج بحدود 25% من الثروة الكلية السورية ومنها الأبقار والأغنام والماعز والخيول والجواميس والدجاج والطيور وغيرها) وفيها الثروة المائية من أنهار وبحيرات ومنها مثلاً (نهر الفرات ودجلة وسد الطبقة والبعث ومنبج والجغجغ والبليخ والساجور، وبحيرة الأسد وجبول وتشرين وخاتونية والبعث.. الخ) وفيها عدد من السدود منها مثلاً (الشهبا – راجو – الوعر- المعيزلية – وادي الروم– وادي البقر– الخابور- 7 نيسان – 8 آذار- السفان– باب الحديد الجراجي- قويق… الخ), وفيها الكثير من المعابر الحدودية مثل (سيمال كا– البوكمال- اليعربية – التنف…. الخ), والثروة السياحية مثل (تل حلف, تل الفخيرية – تل بيدر – تل ليلان – تل براك – تل عجاجه –تل بري – تل موزان – تل حطين – تل الخوير – تل أبيض- تلال كشك شوك- تل أحمدي – الجسر المعلق –مملكة ماري – الرصافة – تل البيعة – ..الخ), فالجزيرة السورية لايمكن أن تجد أصالتها وطيبة أهلها وعراقة شعبها وضخامة اقتصادها إلا في حضن الدولة السورية, وسورية الواحدة الموحدة تعد الجزيرة السورية سويداء قلبها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني والسياسي وغيرها, وبالتأكيد، مع جهود قيادتنا وبطولات جيشنا وتضحيات شهدائنا وعذابات جرحانا ومعاناة أسرانا ودعم حلفائنا ستتحرر كل سورية من القوى الإرهابية والاحتلالية, وسيترافق هذا مع تفعيل الدورة الاقتصادية وزيادة معدل النمو والناتج المحلي الإجمالي.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=64844