نافذة على الصحافة

نظام أنقرة لم يفعل إلا القليل من أجل محاربة "داعش".. "إسرائيل" تخشى "الخيانة الاميركية"


الاعلام تايم _ صحافة


اعتبر سيث فرانتزمان في مجلة فورين بوليسي أنّ الاستراتيجية الأمريكية في سورية تميزت بقصر النظر، بينما لعبت كل من تركيا وروسيا وإيران لعبة طويلة الأمد.


وأضاف الكاتب أنّ خيانة ترامب لميليشيات "الأكراد" تُعتبَر بمثابة الفصل الأخير في نهج واشنطن الأخرق في منطقة الشرق الأوسط، معتبراً أنّ العدوان التركي شمال شرق سورية لم يكن محتوم الحدوث.


وأشار الكاتب إلى أنّ نظام أنقرة رأى منذ سنوات أنّ ميليشيات "قسد" التي تزداد قوتها أكثر فأكثر تهدف إلى ربط  شمال شرق سورية بمدينة عفرين، ممّا دفع نظام أنقرة إلى جعل القتال  ضد "قسد" أولوية لديها.


وأضاف الكاتب أنّه في هذه اللحظة، هناك عدة حروب مشتعلة في سورية، لافتاً إلى أنّ واشنطن دعمت مجموعات إرهابية منذ عام 2012 وحتى 2017، حيث قرّر ترامب قطع الدعم الأمريكي عنها عام 2017 بسبب فشل البرنامج التي وضعته واشنطن للدعم.


وأكّد الكاتب أنّ نظام أنقرة فعل القليل من أجل محاربة تنظيم داعش، لكنه جمع "المتطرفين السوريين" في جيش يُدعى "الجيش الوطني السوري"، بذريعة أنّهم سيساعدونها في القتال ضد "حزب العمال الكردستاني"، ممّا حرمهم من الدعم الأمريكي، وقد أصبحوا الآن مجرد "وكيل تركي".


في سياق متصل أشارت دينا كرافت في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أنّ قرار ترامب المتسرّع بسحب قوات الاحتلال الأمريكية من سورية ترك "إسرائيل" تترنح من التداعيات التي قد تضعها في خطر متزايد.


وأضافت الكاتبة أنّ خلف هذا الهلع "الإسرائيلي" كله يكمن تساؤل حول إمكانية أنْ تقوم واشنطن في لحظة عصيبة بالتنكر لحليفتها "إسرائيل" كما تنكرت لميليشيات "قسد"الذين كانوا أفضل أسلحتها في الحرب على داعش.


وأضافت الكاتبة أنّ تخلّي أمريكا عن الميليشيات الكردية يدفع إسرائيل إلى المسارعة في إعادة التفكير والتجهيز لما يمكن أنْ يتكشف في الشرق الأوسط لاحقاً، خاصةً أنّ الوجود الأمريكي بدأ حالياً بالتراجع.


وأكّدت الكاتبة أنّ قائمة التداعيات المحتملة واسعة، حيث يمكن النظر إلى ما حدث على الأرض، فقد قُتل مئات المدنيين في العدوان التركي، وفرّ الآلاف منهم، وفي خضم الفوضى تحرّر عدد غير معروف من المحتجزين من تنظيم داعش، ممّا قد يمكّن التنظيم من إعادة بناء نفسه.


وأوضحت الكاتبة أنّ معاناة الميليشيات الكردية تحمل صفة شخصية بالنسبة لإسرائيل، وذلك لأنّ الشعبين يتعاونان سياسياً بشكل وثيق، وحتى عسكرياً، وقد قدّم بعض الجنود الإسرائيليين الاحتياط عريضة يتوسلون فيها للمسؤولين الإسرائيليين بالتدخل لمساعدتهم في هذه الأزمة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=64823