نافذة على الصحافة

الصحف الأمريكية.. سياسة أمريكا في سورية فاشلة.. الأمور لا تسير لصالح تركيا وحلفائها


الاعلام تايم - مواقع

 

وصف ستيفن ووالت في مجلة فورين بوليسي الأمريكية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسجب جنود الاحتلال الأمريكيين من سورية بـ"المتهور"، معتبراً أنّ السياسة الخارجية الأمريكية في سورية كانت فاشلة، وأنّ الاستراتيجية الأمريكية - إنْ كان هناك استراتيجية- تعاني من التناقضات إلى حدّ أنها لم تكن قادرة على إنجاز مكاسب مهما كان الوقت الذي ستقضيه أمريكا في سورية.

 

واعتبر الكاتب أنّ المسار الأفضل لسورية الآن هو استعادة الحكومة السورية السيطرة على شمال شرق سورية، ويجب الاعتراف بأنّ الالتزام الأمريكي تجاه ميليشيا "قسد" أو الميليشيات الكردية لم يكن مطلقاً، وإنما كان تكتيكياً ومشروطاً بقتال تنظيم داعش، ولم يقاتل الأكراد داعش لمجرد تقديم خدمة للولايات المتحدة التي ساعدتهم، فعندما تمت السيطرة على تنظيم داعش، وليس القضاء عليه تماماً، كانت العلاقة الأمريكية مع ميليشيا قسد تعيش على الوقت الضائع.


ولفت الكاتب إلى أنه بدا واضحاً منذ فترة أنّ الرئيس الأسد انتصر في الحرب، ويمكن القول أنّ سيطرة الحكومة السورية على كامل سورية سيحل الكثير من المشكلات المزعجة، ويعالج قلق نظام أنقرة من "الاكراد"، فنظام أنقرة يعارض الحكومة السورية، لكنه يكره الأكراد أكثر، وعندما تتولى الحكومة السورية السيطرة تصبح مشكلة تنظيم داعش مشكلتها، وليست مشكلة الولايات المتحدة، ومن المتوقع أنْ تتعامل معها بقوة وشراسة.


وفي نفس السياق المتعلق بملف الشمال السوري رأى جيريمي هوج في صحيفة ديلي بيست الأمريكية أنه بعد ثماني سنوات من الحرب السورية، جاءَ قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سورية ليوّفر الظروف الملائمة للحكومة السورية لإعادة سيطرتها على ثلث مساحة البلاد التي خرجت عن سيطرتها منذ عام 2012.


وأشار هوج إلى أنّ نظام أردوغان صرّح مؤخراً بأنّ تمدّد القوات الحكومية السورية على الحدود السورية التركية لا يقلقه، وأنّ دخول الجيش السوري إلى منبج ليس سلبياً، وهذه  التصريحات من أردوغان الذي كان لمدة ثماني سنوات مؤيداً متحمساً ضد الحكومة السورية تشير إلى مدى التغيّر في الحسابات الدولية بخصوص القضية السورية، كما أنها توضح أنه بعد قرار ترامب سحب القوات الأمريكية، أصبحت جميع الأوراق في يد الحكومة السورية وحليفتها روسيا.


وأضاف هوج أنه بالرغم من أنّ وصول الجيش السوري إلى شرق الفرات أسعف ميليشيا "قسد"، إلا أنه من المرجّح ألا يبقى لهذه القوات، أو المجلس المدني الذي يمثلها، أو مؤسسات "الحكم الذاتي" التي تدعمها، مستوى من الاستقلالية في وقت تزداد فيه حاجتها للاعتماد على الحكومة السورية.


واعتبر الكاتب أنّ الأمور لا تسير لصالح أنقرة ووكلائها، فبالرغم من تمكنهم من السيطرة على بلدة تل أبيض، إلا أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من السيطرة على بلدة رأس العين التي تقاوم بشدة وتمنع الاجتياح التركي لها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=64769