مجتمع

في يومها العالمي ...دور المرأة الريفية في مواجهة تغير المناخ


الاعلام تايم _ مجتمع


تشكل النساء الريفيات أحد العوامل الرئيسية لتحقيق التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية اللازمة للتنمية الشاملة، رغم العديد من التحديات التي يواجهنها، مثل عدم الحصول على الرعاية الصحية والتعليم، التي تتفاقم بسبب الأزمة الغذائية العالمية والأزمات الاقتصادية وتغير المناخ، لذلك فإن تمكين النساء الريفيات ليس فقط أساسيا لتحقيق رفاهية الأفراد والأسر والمجتمعات الريفية، ولكن أيضا يعتبر عاملا رئيسيا لتحقيق الإنتاجية الاقتصادية الشاملة، حيث تعتبر النساء الريفيات جزءا كبيرا من قوة العمل الزراعية في جميع أنحاء العالم كما أنهن يسهمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزراعي وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية، فضلا عن إسهاماتهن في بناء القدرات على التكيف مع المناخ.


وقد عرفت المرأة الريفية بأنها امرأة عاملة على مختلف الأصعدة، سواء من خلال عملها داخل البيوت أو خارجها من خلال اشتراكها في كافة الأنماط الاقتصادية في المجتمع الريفي مثل (الرعي، الصيد، الزراعة، الصناعة وغيرهم من الأنماط، كما أنها تقوم بدورها كأم على أكمل وجه فهي مسئولة عن تربية الأطفال وتحمل مسئولية).


وتقديرا لهذه الجهود التي تبذلها هذه المرأة حددت الجمعية العامة، بموجب قرارها 136/62، بأن الخامس عشر من تشرين الاول بوصفه يوما دوليا للمرأة الريفية، وذلك تسليما منها بما تقدمه النساء الريفيات، بمن فيهن نساء الشعوب الأصلية، من دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية.


وقد أجمع مجموعة من الأخصائيين في العلوم الاجتماعية  أن نساء الأرياف يشكلن قوة دافعة نحو التقدم العالمي، ويجب علينا أن نستفيد من تلك القوة لتسريع وتيرة العمل لتحقيق الأهداف الإنمائية، واعتماد رؤية جديدة بشأن التنمية المستدامة، خاصة أنهن في الغالب المسؤول الأول عن الأمن الغذائي والوضع الصحي والفرص التعليمية للأسر، لأنهن يشكلن في البلدان النامية، أكثر من 40% من القوة العاملة في القطاع الزراعي، لكن لكى نجنى هذه الثمار، لا بد لنا من التصدي للتمييز والحرمان اللذين ما زالا يطولان المرأة الريفية، فالكثير من نساء الأرياف لا يملكن سبل الوصول إلى الأرض والأسواق والتمويل والحماية والخدمات الاجتماعية, ولهذا فإن اليوم الدولي للمرأة الريفية مناسبة لسماع صوتها والاستجابة لمطالبها. وبالأخص أن المرأة الريفية من أكثر النساء المهضوم حقوقهن على مستوى العمل والأجر لذلك يطالب بمزيد من العناية بالمرأة الفلاحة والعاملة بالقطاع الزراعي من أجل القضاء على التمييز والمساواة بينها وبين المرأة الموظفة على جميع المستويات، ودعم النهوض بها ماديا واقتصاديا، وتمكينها من الإسهام إسهاما كاملا في بلورة مستقبلنا المشترك.


هذا وقد خصصت الجمعية العامة هذا العام في احتفالية المرأة الريفية بالحديث عن دور المرأة والفتاة الريفية في بناء المرونة والصمود لمواجهة تغير المناخ.


حيث إن تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى الموارد الإنتاجية والطبيعية، تزيد من غياب المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية. ويختلف تأثير تغير المناخ على الأصول التي يتملكها الرجال عن تأثيره على تلك التي تمتلكها النساء، كما يختلف رفاه كل منهم في ما يتصل بالإنتاج الزراعي و الأمن الغذائي والصحة والمياه المأمونة و مصادر الطاقة، والهجرة والصراعات الناجمة عن تغير المناخ، والكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ.


كما يتوجب علينا جمعيا كأفراد ومؤسسات وجهات حكومية أن نبذل قصارى الجهد كي نستطيع أن نعيد لهذه المرأة  كل ما سلب منها  حتى تصل  إلى أعلى شأن في هذا المجتمع فهي تستحق هذه المرتبة  لكونها عنصر هام لنجاح جدول أعمال التنمية المستدامة الجديد لعام 2030، حيث أن ضمان وصول المرأة الريفية إلى الموارد الإنتاجية الزراعية يسهم في خفض الجوع والفقر في العالم، وذلك من خلال وضع في الاعتبار أن 76% من الذي يعيشون في الفقر يتواجدون في المناطق الريفية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=64672