نافذة على الصحافة

لسنوات طويلة.. ربط أردوغان سياسة تركيا تجاه سورية بطموحاته بتعزيز حكمه الاستبدادي لتركيا


الاعلام تايم _ صحافة

أشارت مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى أنّ رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لم يكن ينتظر تصريحاً من واشنطن للقيام بعدوان عسكري شمال شرق سورية، وذلك لأنّ هذه الحرب تمس بقاءه السياسي، خاصةً أنّه على مدار السنوات الأخيرة، كانت سياسة نظام أنقرة تجاه سورية مرتبطة بطموحات أردوغان في تعزيز حكمه الاستبدادي في تركيا التي دعمت الإرهابيين المتطرفين في سورية عندما رأت أنّ ذلك سيعزّز أوراق اعتماد "أردوغان" الدينية في تركيا.


ولفتت المجلة الاميركية إلى أنّه عندما بدأت الحرب على سورية عام 2011، كان رئيس نظام أنقرة أردوغان يخطط لبرنامج إضفاء الطابع الإسلامي على نظام التعليم التركي، وقد أتاحت له الحرب على سورية فرصة لتمديد أجندته إلى الخارج، وفي غضون أشهر، بدأ نظام أنقرة يسلح "المتمردين السوريين الإسلاميين"، كما أصبحت تركيا قناة لتدفق "الجهاديين الأجانب" إلى سورية.


وأوضحت فورين أفيرز أنّ أردوغان يشعر الآن أنّ سياسة الباب المفتوح للاجئين أصبحت عبئاً داخلياً عليه مع فقدان حزبه السيطرة على جميع المدن الكبرى في انتخابات عام 2019، وهي ضربة هائلة لنظام المحسوبية المحلي الذي بنى عليه أردوغان سلطته على مدى 25 عام، وهذا ما دفعه إلى الإصرار على إقامة "منطقة آمنة" لإسكان اللاجئين السوريين في تركيا، وربما يكون ذلك هو الحل الأمثل لمشاكل أردوغان الداخلية، لكنْ، من المؤكد أنّه يخلق مجموعة من المشاكل الجديدة.


أما في موقع فوكس نيوز الأمريكي فقد رأى ديفيد أدسنيك أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرّر التخلي عن الميليشيات الكردية لمصلحةِ أسوء أعدائهم، أردوغان، لافتاً إلى أنّ الالاف منهم ضحوا بحياتهم لمساعدة واشنطن على هزيمة "داعش" في سورية.


واعتبر الكاتب أنّ العدوان التركي شمال شرق سورية يمثّل خبراً جيداً لداعش الذي يمكنه إطلاق عودته بفاعلية أكبر إذا تشتت انتباه "الأكراد"، كما أنّه خبر جيد لإيران التي تريد تحويل سورية إلى قاعدة لمهاجمة "إسرائيل"، الأمر الذي سيصبح أسهل بكثير.


وأوضح الكاتب أنّ السبب الذي يجعل العديد من المحافظين الأمريكيين يتحدون ضد قرار ترامب، هو قناعتهم بأنّ أردوغان عدو لأمريكا، حتى لو كانت بلاده جزءاً من حلف شمال الأطلسي، علماً أنّه تحت قيادات سابقة، كانت تركيا حليفاً حقيقياً لواشنطن، لكنّ أردوغان "إسلاموي" له سجل طويل في حماية الإرهابيين.


وأشار الكاتب إلى أنّه في سورية تحديداً، يتمتع أردوغان بسجل طويل من إرسال الأموال والأسلحة إلى "المتطرفين"، بما فيهم مرتبطون بتنظيم القاعدة، كما ساعدت الاستخبارات التركية على تسليم السلاح عبر الحدود السورية.


ورأى الكاتب أنّه لو كان ترامب جاداً في منع تركيا من ذبح السوريين الأكراد لدعم جهود وزارة الخارجية للتفاوض على اتفاق أمني حدودي بدلاً من إعطاء أردوغان الضوء الأخضر للعدوان. 
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=64555