مجتمع

في يوم المسن العالمي..زيادة نمو المسنين تحدٍ خطير لابد من مواجهته بالدراسات والابحاث


الاعلام تايم _ خاص


هو يوم للمسنين لمنحهم المزيد من الاهتمام، والتقدير، وتنمية الوعي بين الناس حول قضية كبير السن، وتقدير مساهماتهم وإنجازاتهم السابقة في خدمة مجتمعاتهم، إنه الأول من تشرين الأول الذي أقرته الامم المتحدة عام 1990.


وأشارت الأمم المتحدة في إقرارها أن مظاهر الاحتفال بيوم المسن العالمي تشمل: خطب تُعزّز من قيمة كبار السن، وإجراء مقابلات مع كبار السن، تتمثل بالإنجازات التي حققوها من أجل مجتمعاتهم، وعادة ما يتم عرضها في شاشات التلفزيون، أو الراديو، أو الصحف، الأنشطة المختلفة التي تقوم بها المدارس، ومؤسسات التعليم العالي، من أجل تعزيز ودعم كبار السن.


أسرع الشرائح نمواً


وفيما يخص الاتجاهات العالمية في شيخوخة السكان فإن أسرع الشرائح الاجتماعية نموا هي شريحة من هم في سن الـ65 أو أكبر.


وبحسب البيانات الواردة في تنقيح 2019 من تقرير التوقعات السكانية في العالم الخاص بالأمم المتحدة، مع حلول عام 2050 سيكون 16% من عدد سكان العالم (واحدا من كل ستة أفراد في العالم) أكبر من سن 65 سنة، أي بزيادة 7%  (واحدا من كل 11 فرد) عن عام 2019. أما في أوروبا وأمريكا الشمالية، فالمتوقع أن يكون ربع سكانها ممن هم فوق سن 65 سنة. وكان عام 2018 هو أول عام في التاريخ — على الصعيد العالمي — يزيد فيه عدد المسنين فوق سن 65 عن عدد الأطفال دون الخامسة. كما أن من المتوقع أن يزيد عدد من هم فوق سن الـ80 ثلاثة أضعاف (من 143 مليونا في 2019 إلى 426 مليونا في عام 2050).


المسنون في الوطن العربي ضعف المعدل العالمي


أما على المستوى العربي يتزايد عدد سكان المنطقة العربية بمُعدل يساوي ضعف المُعدل العالمي. ويرجع ذلك في جزء منه إلى تزايد معدلات العمر والوصول إلى مرحلة البلوغ بين الرُضع والأطفال مقارنةً بالعقود الماضية. ومن المتوقع أن يعيش الرجال والنساء الذين يبلغون سن الستين في المتوسط لمدة 18 و 20 سنة أخرى على التوالي.

 

المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية  د. لؤي شبانه أشار إلى تباين الزيادة في عدد المتقدمين في السن في الدول العربية لكن المعدل الإجمالي لمن هم فوق 60 عاما بلغ حوالي 6.6% ومن المتوقع ان تصل هذه النسبة لنحو 9.3% بحلول 2030.

 

وشدد شبانه على أن أهم التحديات التي تواجه الدول العربية في التعامل مع هذه التغيرات السكانية هي نقص الابحاث والدراسات حول فئة كبار السن واحتياجاتهم وديناميكية تلبيتها وادماجهم كفئة مهمة في السياسات والبرامج.  كما أن هناك نقص في البرامج والسياسات المعنية بكبار السن.

 

واستطرد شبانه قائلا إن الدول لديها سياسات للتعامل مع ازدياد أعداد المتقدمين في السن ولكنها غير مفعلة حيث عدم كفاية الخدمات الصحية والحماية الاجتماعية الصديقة لكبار السن.  ويواجهون حالة من الانكشاف التام في الدول التي تمر باوضاع إنسانية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.

 

ولفت شبانة لعدم الاستفادة بشكل كاف من المخزون المعرفي والخبراتي لكبار السن بسبب نقص سياسات وبرامج سوق العمل الصديقة لهم.  كما أن هناك نقص في الكوادر البشرية المتخصصة في رعاية هؤلاء وتوفير خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.  وتعاني الدول الفقيرة من عدم القدرة على تلبية تكاليف خدمات واحتياجات كبار السن.


هل تغير المفهوم العربي حول كبار السن


ومع مرور الوقت يتزايد الاهتمام بشكل أكبر بقضايا المسنين، حيث أن تلبية احتياجات كبار السن هي مفهوم جديد نسبيًا في المنطقة العربية التي لطالما فاخرت بما لديها من القيم الأسرية وثقافة احترام كبار السن وحمايتهم. غير أن تلك القيم لم تعد كافية وباتت الحاجة مُلحة لمفهوم تلبية الحاجات لأن عدد كبار السن سيزداد بسرعة وتترتب عليه عواقب كبيرة، خصوصاً على نظم تمويل الصحة وصناديق معاشات التقاعُد، ففي حين من المتوقع أن تكون الأولويات والنهج مختلفة بين مختلف البلدان العربية، فإنها جميعًا يمكن أن تستفيد من:


جمع البيانات عن كبار السن والقضايا التي تؤثر عليهم لإعلام صانعي القرار.


تعميم قضايا كبار السن، وبخاصة قضايا النساء في خطط التنمية الوطنية.


تعزيز نظام الرعاية الصحية لتوفير فرص متساوية للحصول على الخدمات للجميع، بمن فيهم كبار السن.


الحد من الآثار السلبية للكوارث على كبار السن في الأوضاع الإنسانية.


ونهاية من المهم أيضًا أن يتم الاعتراف بجميع جوانب مساهمة كبار السن في الأوضاع الإنسانية واستخدامها. وتشمل هذه الجهود استهداف إدماجهم في جميع جوانب تخطيط البرامج وتنفيذها بهدف مساعدتهم لدعم أنفسهم ذاتيًا بشكل أكبر، وتشجيع مبادرات رعاية مجتمعية أفضل. وينبغي أن تتاح لكبار السن فرصة العمل أو الحصول على فرص أخرى لتكون مصدرا للدخل.

 

يشار أن صندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية يعمل على تطوير استراتيجية إقليمية لكبار السن في المنطقة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، ويعمل حالياً على إنجاز الاطار العملياتي والبرامجي لتنفيذ الاستراتيجية تحت اشراف القطاع الاجتماعي في الجامعة، كما يتولى الصندوق بالتعاون مع منظمة المرأة العربية تنفيذ دراسة حول العنف الموجه ضد كبار السن في 4 دول عربية هي فلسطين وعمان ولبنان وتونس وسوف تنشر نتائجها نهاية العام الجاري.

 

فيما يتعاون الصندوق مع المعهد الدولي للشيخوخة في مالطا لمعالجة تحديات شيخوخة السكان ولتدريب واضعي السياسات على وضع سياسات ملائمة للعمر وفي تنفيذ ورصد خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة التي تم اعتمادها في عام 2002 وتهدف إلى إنشاء "مجتمع لجميع الأعمار" يكون فيه الناس في كل مكان قادرين على التقدم في السن مع الأمن والكرامة وحقوقهم الكاملة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=64172