تحقيقات وتقارير

خليفة بولتون.. هل سيكون أكثر ذكاء و أقل هوساً بالحرب؟


الاعلام تايم _ خاص


"ليس ذكياً".. "كان كارثة".. عبارات، وصف بها الرئيس الأميركي مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون الذي أقاله من منصبه وهو الصقر الثالث في عهده الذي يترك هذا المنصب، بعد مايكل فلين وإتش آر مكماستر، وتماشت تلك العبارات مع وصف بيونغ يانغ، حين قالت إن "خطأ بشريا من هذا النوع يجب أن يرحل في أسرع وقت ممكن".. إنه"مهووس بالحرب".
ليس ذكياً!!


ترامب، أقال مستشاره لأنه "ليس ذكيا" خصوصا في تصريحاته المتعلقة بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، عندما طالبه بأن يحذو حذو "النموذج الليبي" ويسلم كل أسلحته النووية، ولأنه اختلف معه بشأن تشجيعه على غزو العراق 2003، وكذلك لسؤاله باستهجان"لماذا ستقابل الرئيس الإيراني حسن روحاني"، كما رفض عودة الجنود الاميركيين من أفغانستان، فيما رفض أي استقبال لقادة طالبان في أميركا.


تلك "الأخطاء الجسيمة" التي ارتكبها بولتون كانت واضحة في تقارير عدة وكالات أنباء وصحف عالمية ومواقع مختصة، في إشارة منها لتوضيح سبب الإقالة أو الأصح الطرد من البيت الأبيض، فيبرر ترامب "جون بولتون كلفنا الكثير جداً عندما تحدث عن النموذج الليبي.. يا للكارثة!".


"سنرى ما سيحدث"
واللافت أن أسباب الخلاف تجمعت كلها دفعة واحدة ليصب ترامب جام غضبه على مهندس الحروب بولتون، فلم يكن سهلاً الفشل في الانقلاب الذي قاده بولتون على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ولم يهنأ له عيش أمام السياسات الفاشلة والمتشددة ضد إيران التي تبناها بولتون، ليجيب ترامب على أسئلة الصحفيين عما إن كان سيفكر في تخفيف العقوبات عن إيران من أجل عقد اجتماع مع روحاني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر: "سنرى ما سيحدث".


"لم يلق قبولاً في إسرائيل"
لا شك أن إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون سيكون لها ولو بعض التأثير على كثير من الملفات المشتعلة في السياسة الخارجية الأمريكية، ربما يكون أبرزها الملف الإيراني، الأمر الذي لم يلقَ قبولاً حسناً في "إسرائيل".


صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" وصفت في تقرير لها أمس بولتون بأنه أحد أقرب حلفاء "إسرائيل" في البيت الأبيض وأحد مؤيديها البارزين في انتهاج خط متشدد ضد إيران، وشعر بالاستياء لأن ترامب أشار إلى أنه مستعد للقاء روحاني لإعادة التفاوض على اتفاق نووي.


كما أشارت الصحيفة الصهيونية الى أن مصدر الخلاف المباشر بين بولتون وترامب هو أفغانستان، حيث حاول بولتون منع ترامب من القفز إلى اتفاق سلام مع "طالبان"، وقِيل إن ضغوطه كانت وراء إلغاء اجتماع كان سيعقد هذا الأسبوع في منتجع كامب ديفيد لإعلان الصفقة.


ونقلت الصحيفة عن دانييل بليتكا، نائبة رئيس معهد "ذا أميريكان إنتربرايز"، تحذيرها من تصور رحيل بولتون كإشارة إلى حدوث تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه "إسرائيل"، علماً أنه ليس من وضع السياسة الأميركية تجاه الاخيرة".


مازال الغموض سيد الموقف
وما زال الغموض يحيط بأسباب جون بولتون، والتي عزاها مسؤولون في الإدارة الأميركية الى فقد ترامب الثقة بمستشاره، فيقول أحدهم لمجلة Time الأمريكية، إنَّ بولتون وترامب حين تحدثا آخر مرة، تركزت المحادثة سريعاً على سؤال: "لماذا ستقابل روحاني؟"، في وقت طلب ترامب من مستشاريه مراقبة بولتون، لمعرفة ما إذا كان الأخير يُدلي بتسريباتٍ صحفية ويطعنه من الخلف، وهذا سبب ليقول الجمهوريون إنَّه سببٌ منطقي مقبول تماماً لإقالته من جانب ترامب.


خليفة بولتون؟
صحيفة "نيويورك تايمز" سارعت الى المبادرة لتقديم من سيخلفون بولتون في منصبه، وهم 13 اسماً، فيما اكتفت شبكة "سي أن أن" بأسماء 10 مرشحين للمنصب، وبينما قال ترامب إنه سيتخذ قرار تعيين خلف دائم لبولتون الأسبوع المقبل، فقد عيّن البيت الأبيض نائب مستشار الأمن القومي تشارلز كوبرمان (68 عاماً) خلفاً مؤقتاً له.
المرشحون العشرة الأوائل في قائمة الصحيفة والشبكة الاميركيتين هم:


1-براين هوك، المبعوث الخاص للولايات المتحدة بشأن إيران ومستشار السياسة الرئيسي لوزير الخارجية مايك بومبيو، وقد تم طرح اسم هوك كاحتمال خلفاً لبولتون، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على المناقشات.

2-ريكي وادل، اللواء في احتياط الجيش الأميركي، الذي عمل لمدة عام كنائب لمستشار ترامب للأمن القومي.

3-ستيف بيغون، المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية: ينتشر اسم بيغون أيضاً بين مسؤولي البيت الأبيض، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على المناقشات.


4- روب بلير، تم تعيينه مستشار الأمن القومي لرئيس الأركان بالإنابة ميك مولفاني، وقد سمح تعيينه لمولفاني بأن يكون له دور في قضايا الأمن القومي من دون الاضطرار إلى الذهاب إلى بولتون. وقال أحد المسؤولين في الإدارة إن بلير يمكن أن يكون المرشح المفضل بسبب دعمه من مولفاني.

5- ريتشارد غرينيل، سفير الولايات المتحدة في ألمانيا، غرينيل مهتم أيضاً بالوظيفة وقد قام بحملة من أجل هذا الدور، على حد تعبير مصدر مطلع على العملية.

6- بيتي هوكسترا، السفير الأميركي في هولندا، تم طرح اسم هيكسترا كبديل محتمل لبولتون من قبل حليف للرئيس ترامب. وقد طُرح اسم السفير أيضاً في مناقشات تعيين مدير الاستخبارات الوطنية الشاغر. 

7- كيث كيلوغ، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بينس.. كيلوغ هو جنرال متقاعد من الجيش، عمل سابقاً في مجلس الأمن القومي في عهد ترامب في حقبة المستشار السابق إتش. آر. ماكماستر. 

8- دوغلاس ماكغريغور، العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي.. يظهر مكغريغور على قناة "فوكس نيوز" لمناقشة قضايا الأمن القومي. 

9- جاك كين، هو جنرال متقاعد قام بتقديم المشورة للرئيس ترامب بشكل غير رسمي بشأن مسائل الأمن القومي، بما في ذلك المفاوضات مع حركة طالبان الأفغانية.


10- فريد فليتز، رئيس سابق لفريق موظفي مجلس الأمن القومي في عهد بولتون.. ظهر فليتز أيضاً كمرشح محتمل للمنصب، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على المناقشات.


ويعتبر اللفتنانت جنرال هربرت رايموند مكماستر الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي قبل بولتون، وأطيح به في عام 2018، من المرشحين أيضاً بالإضافة الى - تشارلز كوبرمان القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الحالي.


ترامب قال إن مستشاره ليس ذكياً ومهووس بالحرب و سبباً للانقلاب الأميركي على معظم الاتفاقيات الدولية، فهل سيكون الخليفة الرابع لمنصب الامن القومي أكثر ذكاء وأقل هوس بالحرب حتى يضمن على الأقل البقاء في منصبه.

(مواقع _ صحف)

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=63560