نافذة على الصحافة

من الذي يختار عودة سورية لما يسمى "الجامعة العربية"؟


الاعلام تايم - رأي اليوم


تساءلت صحيفة رأي اللندنية في مقال لها أنه "من الذي يختار التّوقيت المُناسب لعودة سورية إلى الجامعة العربيّة.. ضحيّة المُؤامرة الذي انتصر أم المُتآمرون الذين انهزم مشروعهم التّفتيتي؟


واستغربت الصحيفة من عودة الذاكرة لوزير خارجية مصر ليطلق تصريحه أمام الوزراء العرب الآخرين "هُناك مُشاورات عربيّة للتّوافق حول التّوقيت المُناسب لعودتها إلى الجامعة العربيّة"، لافتة الى أن ما يسمى "الجامعة العربيّة" ماتت، وانحَرفت عن دورها على ضعفه، مُنذ أن أُخرِجت منها سورية، وخضَعت لإملاءات بعض الدول الخليجيّة التي هيمنت على آليّة اتّخاذ القرار فيها، وهي الدول التي ضخّت عشَرات المِليارات من الدولارات لدعم مشروع تدمير دِمشق بطبعته الأمريكيّة الغربيّة.


وأشارت رأي اليوم الى أن "الجامعة" بصُورتها الحاليّة باتت هيكلًا عظميًّا بالمُقارنة بوضعها السابق عندما كانت معايير القِيادة فيها، وفي الدول الأعضاء فيها، تقوم على أساس العُروبة، ومُحاربة المشروع الإسرائيلي الاستيطاني المدعوم غربيًّا، فالحديث باستِحياء عن عودة سورية هذه الأيّام ينطلِق من مُنطلق اعتراف أصحابه بفشل من أخرجوها، أيّ الجامعة، عن ثوابتها العربيّة، ووظّفوها في خدمة مشاريع التّفتيت الإسرائيليّة والأمريكيّة.


وقالت الصحيفة إن "الجامعة"، تتحمل مسؤولية الخطايا التي ارتكبت بحق الدول العربية ابتداءً من الحرب على سورية، وقبلها في ليبيا والعِراق، وقدمت لها الغطاء الشرعي تنفيذاً لأوامر غربية أميركية.


وأكدت رأي اليوم أن العرب يطالبون  بعودة سورية الآن لأنّها صمَدت وانتصرت، ولأنّهم فشِلوا وانهزموا، وباتت عوراتهم ظاهرةً على المَلأ، وبات بعضهم يُحاول “ترميم” خطيئته، ويُعيد فتح سِفاراته في العاصمة دِمشق، ويُرسل الوفود السريّة والعلنيّة إليها، وإلى معرضها التجاري السنوي الدولي، في مُحاولةٍ للتوبة والتّكفير عن الذنب.


ولفتت الصحيفة الى أن الأمر لا يتطلّب إجراء مُشاورات للتّوافق على الوقت المُناسب لعودة سورية إلى مِقعدها في الجامعة العربيّة، لأنّه لا يُشرّف سورية العودة هذه الأيّام إلى هذه الجامعة، كما أنّه لا يُشرّفها أن يختار هؤلاء موعد عودتها، وعليهم أن يعتذروا أوّلًا، نظريًّا وعمليًّا، عن جميع خطاياهم دون أيّ تلكؤ.


ونوهت رأي اليوم الى أن الدبلوماسيّة السوريّة لا تهتم بهذا الموضوع، لأنّ هُناك الكثير من القضايا الأكثر أهميّةً التي تحظى بالنّصيب الأكبر من اهتماماتها، وأبرزها استعادة السيادة على ما تبقّى من الأراضي السوريّة.


وختمت الصحيفة أنه إذا قرّرت القيادة السوريّة الترفّع على هفَوات الصّغار، والعودة إلى الجامعة، لإنقاذها من الحالِ المُزري الذي تعيشه حاليًّا، فتمنت أن يكون مندوبها الدكتور بشار الجعفري، الدبلوماسي الخبير، والقويّ، الذي يعرِف كيف يتعاطى مع هؤلاء، ويُصحّح مسار الجامعة، ويُعيد لها هيبتها التي افتقدتها، تمامًا مثلما فعل، ويفعل، من خِلال موقعه في الأُمم المتحدة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=63546