وجهات نظر

عبث السياسة.. حروب الجميع ضدَّ الجميع

مهدي دخل الله


الاعلام تايم - صحيفة تشرين


«الإنسان ذئب أخيه الإنسان» هكذا كان يردد الفيلسوف البريطاني من القرن السابع عشر توماس هوبز، يردد مقولته هذه باللاتينية (homo homini lupus) بغية تحويلها إلى مصطلح شائع في علم السوسيولوجيا السياسية.


أعرب هوبز بهذه المقولة عن قناعته بأن الإنسان شرير بطبعه, وأن المجتمع الإنساني ساحة «حروب الجميع ضد الجميع», وعلى الدولة فرض النظام بالقوة لضبط شرور الناس.


وبغض النظر عن الخلاف على طبيعة الإنسان, هل هي خيّرة أم شريرة؟ فإن هناك دلائل واضحة على أن التقدم التكنولوجي والعلمي الهائل زاد في شرور الناس ولم ينقصها.

 

هذا في الحدّة والعمق، أما في الاتساع فإن الشرور شملت العلاقات بين المجتمعات ولم تقتصر على الأوضاع الداخلية في كل مجتمع.


ولمّا كانت منطقتنا المسماة بـ«الشرق الأوسط» بؤرة الصراعات الدولية بسبب موقعها المركزي على خريطة العالم, ظهرت فيها هذه الصراعات بأبشع وجوهها.

 

فمنذ فجر التاريخ كانت الإمبراطوريات تولد وتموت على أرضنا وذلك قبل النفط بآلاف السنين، الحديث هنا عن الإمبراطوريات جميعها من روما وفارس والمغول والإسكندر حتى نابليون وبريطانيا وفرنسا وأمريكا، والقادم أعظم!.


العصر الحاضر يشهد تصعيداً نوعياً في هذا السياق التاريخي، فقد بدأ الأمر بالصراع المباشر بين الإمبراطوريات على أرضنا, التحول الثاني أخذ منحى صراع الوكلاء لمصلحة أصلائهم. اليوم نشهد تحولاً ثالثاً هو أن الصراع انفجر بين وكلاء «الصف نفسه» أي بين وكلاء أمريكا أنفسهم..


في ليبيا حرب قاسية بين حلفاء أمريكا بالذات, السعودية والإمارات من جهة وتركيا وقطر من جهة أخرى. في السودان يبدو أن الانقلاب حساب سعودي ضد تركيا لأن البشير ركز على التعاون مع الأتراك في البحر الأحمر.


ويبدو أن هذا لم يكن كافياً.. هناك تطور غريب عجيب، إذ انفجر الصراع داخل التحالف الإماراتي- السعودي نفسه في عدن، حيث يموت المئات من طرف وكلاء الإمارات، ومن الطرف الآخر.. وكلاء السعودية.


أي عبث هذا؟.. ثم ماذا يمكن أن نتوقع في خطوة جديدة لنظرية «حرب الجميع ضد الجميع»؟ هل يمكن أن نرى حرباً جديدة داخل «الصف الإماراتي» نفسه.. أو «الصف السعودي»؟.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=63448