وجهات نظر

زمن المقاومة والتحدي

أحمد صوان


الاعلام تايم - صحيفة تشرين


تشير تقديرات الموقف للمشهد العام في المنطقة إلى أن هذا الزمن هو زمن المقاومة وفرض الردع على العدو الصهيوني بل وإلحاق الهزائم في صفوفه وفي مخططاته وفي حساباته, ففي أقل من أسبوع على العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت, كان الرد على العدوان باستهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ الدقيقة, حيث أثبتت المقاومة أنها جاهزة وقادرة على الرد فكان الإنجاز الاستراتيجي بتدمير آلية عسكرية صهيونية في معسكر أفيميم.


إنه إذاً الوعد الذي أطلقه سيد المقاومة حسن نصر الله, وكان صادقاً بتنفيذه, وبالطبع لم يجد العدو بداً من التراجع معترفاً بعجزه عن الرد, بالهزيمة, بحيث أصبح يتلقى الضربات ولا يجرؤ على الرد وسرعان ما أعلن نتنياهو بنفسه انتهاء العمليات القتالية بعد أن تم فرض حظر نشر عن خسائر الإسرائيليين في العملية, وما شهدته منطقة الجليل في الشمال الفلسطيني المحتل من ذعر وفزع ورعب, بل إن نتنياهو توجه بطلباته إلى كل من فرنسا وأمريكا للتدخل لوقف المواجهات على الحدود مع لبنان.


صحيح أنه بين فترة وأخرى في ضوء الأحداث والتطورات هناك من يذهب إلى توصيف الحالة للأوضاع السائدة, وعلى امتداد عقود من الزمن سمعنا عن زمن «الهيمنة الأمريكية والضعف العربي», الخ.. لكن الآن لا أحد يستطيع أن يقفز فوق حقيقة ثابتة بالدليل الملموس هي حقيقة تواصل انتصارات محور المقاومة بكل أطرافه من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى لبنان إلى فلسطين المحتلة إلى اليمن, لأن ما خطط للمنطقة, وخاصة باستهداف سورية بحرب إرهابية كونية وراء تسمية «الربيع العربي» المستورد أمريكياً وإسرائيلياً كان يصب بالدرجة الأولى والأساسية في فرض الهيمنة الصهيونية على مقدرات المنطقة, وليسهل على العدو تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة الاحتلال, ولشطب حقوق الشعب الفلسطيني, وإطلاق يد «إسرائيل» في العدوان والسيطرة, لكن الخيبة رافقت هذا العدو وأصابت المخططات الأمريكية بالهزيمة من جراء الانتصارات التي حققتها سورية في ميادين المعارك على الإرهاب والتي كانت أيضاً انتصاراً لفلسطين ولمحور المقاومة عموماً ولمكافحة الإرهاب والعدوانية الصهيونية.. إنه زمن المقاومة والتحدي.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=63283