تحقيقات وتقارير

"إيلول الأسود".. يهدد الأرض


الإعلام تايم - خاص

 يتساءل كثيرون عن مصير كوكبنا (الأرض)، في ظل إعلان وكالات الفضاء أن كويكبا يعرف باسم "كيو في89 2006" سيصل إلى مسافة قريبة من الأرض، مع وجود احتمال بأن يصطدم مباشرة بها.

 

الكويكب  "كيو في" تم اكتشافه عام 2006، بواسطة مرصد كتالينا الأمريكي في صحراء أريزونا، وكشفت التحاليل أنه سيقترب من الأرض في سنوات 2019 و2032 و2045 و2062 م وصنف رابع كويكب من الكويكبات الخطيرة على الأرض.. ويجول في الفضاء حالياً إذ تصل سرعته إلى 44 ألف كيلومتر في الساعة، أي أنه يسير أسرع من أسرع طائرة في العالم بـ15 مرة.. وإذا اصطدم الكويكب بالأرض، فسيحدث ذلك في 9 أيلول من هذا العام، وسيكون بنصف حجم الشهب الذي انفجر في روسيا عام 2013، ما أدى إلى إصابة 1500 شخص.. ويصل قطر الكويكب إلى 164 قدماً، وهو أكبر قليلاً من نيزك "تونغوسكا" الذي اصطدم بالأرض في عام 1908، والذي ترك أثره آنذاك على مساحة تتخطى حجم العاصمة البريطانية لندن.

 

وبحسب "الإندبندنت" حذر إيلون ماسك مؤسس شركة "سبيس إكس"  من اقتراب كويكب عملاق يتخطى ضعف حجم برج شارد في لندن، والذي يعتبر أضخم مبنى في أوروبا سيصطدم بالأرض، والذي أشار إلى عدم امتلاك أي وسيلة دفاع ضده.
في حين علماء الفلك يستبعدون فرصة اصطدامه بالأرض، بعد أنّ كان يتمتع باحتمالٍ صغير لفعل ذلك.. لعدم تمكنهم من رصد الكويكب داخل مسار تصادمي مع الأرض.
وقد أشارت عمليات الرصد إلى أنّ لذلك الكويكب فرصةٌ تُعادل واحد من 7000 للاصطدام بالأرض في أيلول القادم.
 

 الفلكي عماد مجاهد مقرر لجنة الاهلة في دائرة الإفتاء الأردني العام نفى جميع الانباء المنتشرة حاليا عبر وسائل الاعلام المختلفة التي تدعي ان أحد الكويكبات سوف ترتطم بالأرض شهر أيلول القادم، واصفا إياها بأنها مجرد تضخيم إعلامي فقط لا غير... مبيناً  ان أحدث الحسابات الفلكية التي أجرتها "ناسا" بالمسافة التي يقترب فيها الكويكب من الأرض تجعل احتمالية ارتطامه بالأرض لا قدر الله تصل الى 1 من 7299 أي أن احتمالية الارتطام ضئيلة للغاية ومستبعدة تماما، و احتمالية الارتطام هي بلغة الرياضيات والكسور فقط لكنها بعيدة تماما عن الواقع.
 

كما بين  مسؤولو المرصد الأوروبي الجنوبي في بيان لهم، أنهم استخدموا التلسكوب الكبير جداً VLT التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي لالتقاط صور عميقة للمنطقة التي من المفترض أن يتواجد بها الكويكب إذا كان على مسار تصادمي مع الأرض. وبعد رصد المنطقة في 5 و4 من شهر تموز الماضي لم يتكن علماء الفلك من العثور على الكويكب وبالتالي توصلوا إلى نتيجةٍ مفادها أنّ الكويكب لن يصطدم بالأرض. حتى لو كان الكويكب أصغر مما اعتقدنا في بادئ الأمر فسيتمكن التلسكوب من رصده، وذلك وفقاً لما قاله مسؤولوا المرصد الأوروبي الجنوبي. ولو كان أصغر من أن يرصده التليسكوب فبالتالي لن يمثل أي تهديدٍ لكوكبنا، لأنه سوف يحترق في الغلاف الجوي للأرض.

 

وبحسب تقارير صادرة مسبقاً عن "ناسا" حول الاصطدامات بالأرض، أشارت الوكالة الى أنه منذ نشأة الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة، تسقط الكويكبات والمذنبات بشكلٍ متواصل على سطح الكوكب أكثر الكويكبات خطرًا هي نادرة للغاية، الكويكب القادر على إحداث أضرار كارثية يجب أن يتجاوز حجمه الربع ميل.. الكويكبات الأصغر من 25 مترًا، تحترق غالبًا في الغلاف الجوي للأرض، يقدر العلماء تسبب ذلك الاصطدام بارتفاع حجمٍ كافٍ من الغبار نحو الغلاف الجوي للتسبب في "شتاء نووي".

 

ووفق تقديرات ناسا، يمكن أن تضرب كويكبات بذلك الحجم الأرض كل 1000 قرن في المعدل... أما الكويكبات الأصغر حجمًا، والتي يقدر العلماء أنَّها ستضرب الأرض من كل 1000 إلى 10.000 سنة، بإمكانها تدمير مدينة أو التسبب في موجات تسونامي مدمرة.
تم تصنيف العشرات من الكويكبات كـ "محتمل أن تكون خطيرة" من طرف العلماء الذين يراقبونها.. بعض تلك الكويكبات التي لها مدارات قريبة من الأرض، قد يضطرب مسارها في المستقبل القريب لتصطدم بالكوكب.

 

يقول العلماء أنَّه إذا ما تمكنا من معرفة ذلك قبل حوالي 30 إلى 40 سنة، لدينا الوقت للتصدي لذلك رغم وجوب تطوير التكنولوجيا كذلك.

 

والمثير للسخرية، أنَّ الاصطدام الذي يعني الموت للبشر اليوم، قد يكون السبب لوجودنا اليوم.

 

عندما تكونت الأرض كانت جافة.. المذنبات و الكويكبات حملت ماء الجليد و جزيئات كربونية أخرى إلى الكواكب، مما سمح للحياة بالتطور.

 

إجمالًا.. كتلة جميع الكويكبات أقل من كتلة قمرنا... لكن على الرغم من حجمها الصغير تبقى الكويكبات خطيرة وقضية تشغل بال الكثيرين، وإمكانية تسببها بفناء البشرية ودمار الأرض، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن أحدها سيصل إلى مسافة قريبة من الأرض خلال أيلول المقبل.

 

يشار أن الكويكبات الفضائية عوالم صخرية صغيرة تدور حول الشمس، وهي أصغر كثيراً حتى نسميها كواكباً... ويحرص العلماء على دراسة مدارات الكويكبات، وخصائصها الفيزيائية كون الكثير منها قد ضرب الأرض مسبقًا وتسببت بانقراض سلالات كثيرة من الحيوانات كالديناصورات، والكثير أيضا سيسقط على الأرض في المستقبل.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=63163