الاعلام تايم - صحيفة تشرين

 

في كتابه «الدول المارقة.. استخدام القوة في الشؤون العالمية»، أعطى السياسي الأمريكي نعوم تشومسكي الولايات المتحدة كنموذج للدولة المارقة، قائلاً: إنها «تهزأ بالقانون الدولي حين ترى ذلك مفيداً»، مدرجاً العديد من الممارسات الأمريكية في دول العالم، ما يبرر وصفها كذلك.

 

ورأى تشومسكي أنه كان الأولى بالأمم المتحدة أن تحدد هي معنى «المروق الدولي» لأنه لو حصل هذا، فإن مجمل السياسات الأمريكية ستكون في خانة هذا المروق الدولي.

لكن ما حصل أن واشنطن وعلى ضوء خروجها كطرف مهيمن عقب الحرب الباردة حاولت تأسيس نظام دولي لامكان فيه لأي ترتيب إقليمي لا تستطيع اختراقه والسيطرة عليه وفق مبدأ أمريكا حينه أنه إذا لم تخدم منظمة دولية مصالح السياسة الأمريكية، فهناك سبب ضئيل للسماح لها بالحياة.

وعليه لم يعد مستغرباً كل ما نشاهده اليوم من خرق للقانون الدولي وحرب على الدول والشعوب وحصار اقتصادي ووصول الأمر إلى حد التلويح بمعاقبة الدول التي تشارك حتى في معارض وفعاليات في دول مناهضة سياسياً لأهداف أمريكا.

فقد أطلت «الدولة المارقة» عبر صفحة سفارتها في دمشق على «الفيسبوك» ببيان يهدد الدول التي تنوي المشاركة بفعاليات معرض دمشق الدولي، بالعقوبات ما إذا قامت بإجراء أي تعامل تجاري مع الدولة السورية.

كل ما يمكن أن يقال في هذا البيان الفضيحة، والذي يحمل الإدانة لأمريكا في كل تفاصيله أنه تأكيد جديد على دور أمريكا كدولة مارقة راعية للإرهاب وتخرق القوانين الدولية وتمضي في محاربة الشعب السوري وحصاره حتى بلقمة عيشه بعد أن فشلت عبر سنوات عديدة في تحقيق أهدافها عن طريق جحافلها الإرهابية التي تحمل تسميات حركية شتى، وهي في الحقيقة أوجه متعددة لمنتج أمريكي بامتياز.

لقد راع واشنطن أن ترى مشروعها يتلقى الضربة تلو الأخرى، في الميدان السوري، مروراً بما حصل من تطورات في منطقة الخليج على مرأى من الأسطول السادس، وإسقاط «فخر» الصناعة الأمريكية، والتهديدات العلنية لأمريكا في العراق، كل هذا الإخفاق والإذلال للولايات المتحدة يؤشر لمتغيرات كبيرة، وليس على الأمريكي إلا أن يعترف ويخرج، وعلى التركي أن يعيد قراءته وتموضعه، وما على السوريين كافة إلا أن يروا المشهد جيداً، سورية تسير بثبات نحو النصر النهائي.